اهتم الإسلام بالأسرة أيما اهتمام، فحثّ على حسن اختيار الزوجين، فعلى هذا الاختيار يتوقف نجاح الأسرة وسعادتها، وبمقدار حسنه أو سوئه تكون سعادة الأسرة أو شقاؤها التي تنعكس على المجتمع حسنا أو سوءا، وحدد الإسلام أسس الاختيار الناجح الصحيح لركن الأسرة، فقال تعالى (ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم)، فليحرص المسلمون في بنائهم للأسرة على تحري الزوجة الصالحة ذات الأصل الطيب، فأخلاق المرأة تتأثر بالبيئة التي نشأت فيها وتربت في أحضانها كما أن أبناءها يرثون عنها الكثير من اخلاقها وطباعها، اذ كل إناء بما فيه ينضح، وكما حدد الاسلام مواصفات المرأة الصالحة حدد ايضا مواصفات الرجل الصالح، فقال صلى الله عليه وسلم «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، فالطفل الذي ينشأ بين أبوين صالحين ينشأ صالحا، فحين يرى الطفل أبويه يقرآن القرآن ويقيمان الصلاة ويصومان رمضان وغير ذلك من الشعائر الاسلامية المختلفة فيتطبع في ذهنه هذه الصورة وتترسم خطاها بالتقليد، أما اذا كان الفساد في الوالدين فذلك يتعداهما الى الابناء، وبهذا نضيف الى المجتمع اعضاء اشقياء يكونون معاول هدم في بنائه، ويظهر على اثر ذلك الفساد الاخلاقي، فتحروا ذات الدين حتى توفر لابنك المنتظر الجو الصالح والبيئة الطيبة حتى لا تتحول سعادتك الى شقاء.