الشارقة - يوسف غانم
في تظاهرة ثقافية كبيرة ووسط جمع كبير من عشاق الثقافة ومحبي القراءة من مختلف أنحاء العالم، افتتح صاحب السمو الشيخ د.سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة، الدورة الـ 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار «كلمة للعالم»، والذي يستمر حتى 13 نوفمبر في مركز إكسبو الشارقة.
وفي البداية، رحب القاسمي في كلمة بمناسبة الافتتاح بالحضور من العلماء والكتاب والمثقفين من ضيوف معرض الشارقة للكتاب، لافتا إلى أن المعرض شهد في العامين الماضيين إطلاق الأجزاء الأولى من المعجم التاريخي للغة العربية.
وأعلن القاسمي إطلاق الأجزاء الجديدة للمعجم، مباركا هذا الإنجاز العلمي الكبير قائلا: ونحن إذ نجتمع في هذه المناسبة العظيمة أتوجه بالتهنئة إلى كل أبناء العربية على هذا الإنجاز الذي كنا ننتظره منذ أمد بعيد، وسعادتنا كبيرة بهذه الأجزاء الـ 36 التي تؤرخ لـ 9 أحرف من حروف العربية، ونحن اليوم في منتصف الطريق والمستقبل القريب حافل بالخيرات بإذن الله.
وتناول أهمية وفوائد المعجم في البحث والتأريخ، وشموليته لكل المعارف اللغوية العربية وتفرده المعلوماتي قائلا: إن المعجم التاريخي الذي ما أنجز منه متاحا بشكله المطبوع والرقمي، ليس معجما كسائر المعاجم يشرح معاني كلمات العربية ويعرف بمعانيها فقط، وإنما هو سجل هذه الأمة وتاريخها وديوان أشعارها وأخبارها وأمثالها ابتداء من عصر النقوش القديمة ومرورا بجميع أعصر العرب التاريخية ووصولا إلى العصر الحديث.
وقدم القاسمي الشكر إلى كل من عمل وساعد في إنجاز المعجم التاريخي من العلماء الأجلاء، قائلا: يا علماء العربية في كل مكان، يا من بذلتم جهودا لتصنعوا هذا النجاح، باسم أبناء العربية جميعا نتقدم لكم بالشكر الجزيل، وهذا اليوم يوم سروركم وابتهاجكم بعظمة الإنجاز، لافتا الى الحدث الثقافي الكبير الذي تعيشه الإمارة هذه الأيام، داعيا الجميع إلى الاستفادة منه قائلا: تعيش الشارقة أكثر من 10 أيام من الحراك الثقافي من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب بخلاف ما يعرض بين أجنحته من كتب في مختلف المعارف والعلوم، وننتهز هذه الفرصة لندعو الجميع للإقبال على المعرض، والنهل مما في صالاته من العلوم والمعارف والثقافات بمختلف لغات العالم.
وتفضل حاكم الشارقة بالتقاط صورة تذكارية مع العلماء الذين ساهموا في العمل على مشروع المعجم التاريخي للغة العربية من رؤساء المجامع اللغوية في الوطن العربي، وتكريم شخصية العام الثقافية لهذه الدورة وهو المؤرخ السوداني البروفيسور يوسف فضل حسن.
تطور متواصل
بدوره، ألقى رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري كلمة تناول فيها الأهمية الكبرى لمعرض الشارقة للكتاب والتطور المتواصل الذي أصبح يحققه المعرض، مما جعل الشارقة قبلة للكتاب ومحطة عالمية للثقافة.
وأعلن العامري عن تصدر معرض الشارقة الدولي للكتاب للعام الثاني على التوالي، معارض الكتب العالمية، ليستمر المعرض الأكبر على مستوى العالم، على مستوى بيع وشراء حقوق النشر والترجمة، مقدما في كلمته الشكر والتقدير إلى حاكم الشارقة على دعم المعرض منذ سنوات بعيدة، قائلا: معرض الشارقة الدولي للكتاب تاريخ ومستقبل، أربعون عاما ماضية أسست لمستقبل قرن قادم، مبارك للشارقة ومبارك للإمارات، هذا الإنجاز المستحق لرؤية حكيمة ورعاية متواصلة وجهود صبورة من حاكم الشارقة فله منا جميعا كل الشكر.
شخصية العام
من جانبه، ألقى البروفيسور يوسف فضل كلمة بمناسبة تكريمه بشخصية العام الثقافية وجه فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على جهوده الثقافية والمعرفية في كل دول العالم.
وقال فضل إن حاكم الشارقة له أياد بيضاء وجهودا لامحدودة في دعم العلماء وطلبة العلم والجامعات والمعاهد، وجهود بناءة في حقول تطوير العلاقات بين الدول العربية وبقية ثقافات العالم عبر إجراء الحوارات وإقامة المؤتمرات المتخصصة، مشيرا إلى أنه كان شاهد عصر لكل تلك الجهود خلال أكثر من أربعة عقود سابقة.
إيطاليا ضيف الشرف
من جهته، أعرب سفير جمهورية إيطاليا لدى الدولة لورينزو فانارا عن سعادته لحضوره ممثلا عن إيطاليا ضيف شرف الدورة الجديدة من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، مشيرا الى ان الشارقة ليست عاصمة الثقافة في العالم العربي فحسب بل عاصمة الكتاب في العالم بأسره.
وأشار فانارا إلى إنجازات حاكم الشارقة التي ساهمت في ترسيخ مكانة الشارقة في التاريخ الثقافي، موضحا أن إيطاليا تشارك بعدد كبير من الكتاب والطهاة، و12 دار نشر، مع مجموعة من العروض المسرحية والفنية والراقصة انطلاقا من إيمانها بضرورة الاستثمار بالثقافة والحوار الثقافي وتعزيز القيم المشتركة، وتسليح الأجيال القادمة من الشباب بالتفكير النقدي.
لوحات إبداعية
وكان الحفل قد استهل بعرض فني تضمن لوحات إبداعية رقمية، وعروضا حية تجسد أهمية الكلمة، وأثرها في بناء الحضارات، جاء فيه: «كل شيء يبدأ بكلمة يتلقاها العقل لتشكل معنى، فيبني حضارة وحياة، في الكلمة كانت عبرة سقاها تاريخ الأجداد، فكانت نبراسا لدروب مستقبل الأجيال».
وشهد الحفل عرضا مرئيا يحكي مسيرة انجاز المعجم التاريخي للغة العربية والذي تتشرف الشارقة بإطلاقه، وذلك على مراحل عدة كأحد جهود صاحب السمو حاكم الشارقة الكبيرة في الاهتمام باللغة العربية وتاريخها وتوثيقها، وذلك بالتعاون مع كافة المجامع اللغوية في مختلف الدول العربية، حيث يعمل المعجم لتأريخ 17 قرنا من تاريخ مفردات لغة الضاد.
أجنحة متميزة
وتجول القاسمي عقب حفل الافتتاح في أروقة المعرض، مطلعا على عدد من الأجنحة للمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة، وبدأ جولته في المعرض بزيارة جناح إيطاليا ضيف شرف المعرض لهذا العام، واستمع سموه إلى شرح مفصل عما يقدمه الجناح في مشاركته المتميزة لهذه الدورة، كما تعرف على أبرز الأنشطة والفعاليات التي سيقيمها جناح إيطاليا بمناسبة اختياره ضيف شرف المعرض.
وزار دور النشر المحلية والخليجية والعربية ليطلع على أحدث إصداراتها في مختلف العلوم والمعارف والأدب، كما عرج سموه على أجنحة عدد من المبادرات والأنشطة التي تواكب مسيرة الشارقة الثقافية بعدد من الجوائز والبرامج التي تقدم على مستوى الدولة والمشاركات العالمية التي تعزز حركة النشر.
ووقع سموه خلال زيارته لمنشورات القاسمي عددا من نسخ إصدارات سموه سلاطين كلوة والجريئة، مهديا هذه النسخ لبعض ضيوف المعرض.
أنشطة وفعاليات
ويستضيف المعرض هذا العام 2213 ناشرا من 95 دولة منهم 1298 دار نشر عربية و915 أجنبية، وينظم المعرض 123عرضا فنيا، يقدمها 22 مشاركا من 8 دول، منها 6 برامج جديدة تقام لأول مرة، إضافة إلى أكثر من 30 فعالية مخصصة لأبرز طهاة المنطقة والعالم.
ويشارك في فعاليات المعرض 150 من كبار الكتاب والمفكرين والمبدعين والفنانين العرب والأجانب من 15 دولة، يقدمون 1500 فعالية وجلسة حوارية متنوعة، منها 200 فعالية ثقافية تضم جلسات وقراءات وورش عمل، وخطابات حول تجاربهم الإبداعية في مختلف أنواع المعارف والتأليف.
حضور رسمي وشعبي
حضر حفل الافتتاح كل من: الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، والشيخ خالد بن صقر القاسمي رئيس هيئة الوقاية والسلامة، والشيخ سلطان بن عبدالله القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي للكتاب، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين والسفراء والقناصل المعتمدين لدى الدولة وممثلي المنظمات والمؤسسات الثقافية والإعلامية ونخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين.