بعد أن أصبح دخله أقل من إيجار منزله، يعيش أبومحمد (54 عاما) مع زوجته وأولاده الأربعة في محل تجاري مهمل وغير صالح للسكن لا تتجاوز مساحته 5 أمتار في حي باب سريجة الدمشقي.
أبومحمد المهجر وعائلته من ريف دمشق، كان يسكن في حي من عشوائيات المزة 86، لكنه فقد قدرته على الاستمرار في دفع 150 ألف ليرة إيجارا شهريا لمنزله، ما اضطره للبحث عن مأوى آخر إلى أن دله أحد معارفه على ذلك المحل في حي باب سريجة ليستأجره بـ 50 ألف ليرة شهريا.
ويعمل أبومحمد براتب شهري لا يتجاوز الـ 200 ألف ليرة ضمن ورشة لإصلاح السيارات في حي البرامكة، ويقول «إن دخلي لم يعد يغطي نفقات إيجار منزلي السابق»، مضيفا بحسرة أنه لولا عمل اثنين من أولاده لكانت العائلة تسكن في الشوارع وتأكل من حاويات القمامة، بحسب ما نقل عنه موقع تلفزيون «سوريا».
ورغم صعوبة العيش في محل تجاري صغير المساحة ويحتوي على حمام فقط من دون مطبخ، يقول أبو محمد «شو بدنا نعمل بدنا ننستر أحسن ما نصفي بالشارع»، ويضيف أن المحل أرضي من دون أي نوافذ باستثناء «الجرار الحديدي» الذي يبقى مغلقا إلى أكثر من نصفه.
وإلى جانب عائلة أبومحمد، تخشى آلاف العائلات السورية من استمرار مسلسل ارتفاع أسعار الإيجارات وتحكم أصحابها بالمستأجرين، وسط وقوع أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وفي وقت يعاني سكان من تدني أجورهم الشهرية، إذ لا يتجاوز متوسط الأجور الـ 140 ألف ليرة، تستمر أسعار الإيجارات في الارتفاع بما لا يتناسب مع ذاك الدخل، فضلا عن فقدان معظم السوريين قدرتهم الشرائية بفعل ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية.
وبينما لجأ أبومحمد إلى السكن في محل تجاري، يحاول صالح السيد (56 عاما) تنظيم احتياجاته وفق دخله الشهري الذي لا يتجاوز 120 ألف ليرة.
لكنه وبعد أشهر من عناء البحث عن غرفة يستأجرها وعائلته بمبلغ 50 ألف ليرة، قرر صالح العودة إلى منزله المدمر في حرستا والعيش به.
وكان الرجل الخمسيني يسكن في قبو أحد الأبنية في جديدة عرطوز بريف دمشق مقابل 50 ألف ليرة إيجارها الشهري لكنه مع ارتفاع أسعار الإيجارات ومطالبة صاحب القبو لصالح بـ 150 ألف ليرة إيجارا شهريا ورفضه الدفع طرده من القبو مع أغراضه.