قبل أيام قليلة من الانتخابات الأميركية النصفية، سارع الديموقراطيون والجمهوريون لتعبئة الناخبين، وذهبوا إلى حد دعوة الرئيسين السابقين دونالد ترامب وباراك أوباما إضافة إلى الرئيس الحالي جو بايدن لتنظيم تجمعات انتخابية متداخلة في ولاية بنسلفانيا الرئيسية، قبل عملية اقتراع حاسمة ستضع أسس الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وتتجه كل الأضواء نحو هذه الولاية، حيث يتنافس الجراح المليونير محمد أوز، الذي يحظى بدعم ترامب، ورئيس البلدية السابق جون فيترمان الأصلع ضخم البنية على مقعد من بين أكثر المقاعد المتنازع عليها في مجلس الشيوخ، ومن المحتمل جدا أن يعتمد توازن القوى في المجلس على هذا المقعد بالذات.
وتجري انتخابات منتصف الولاية في 8 الجاري لتجديد كامل مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، وهناك سلسلة مناصب على المحك لنواب منتخبين محليا يقررون سياسة ولايتهم بشأن الإجهاض والقوانين البيئية.
وفيما كان بايدن يتجنب اعتلاء المنصات ضمن الحملة لجمع تبرعات لحزبه، إلا أنه نظم تجمعا حاشدا مع رئيسه الأسبق باراك أوباما المعروف بمهاراته البلاغية أمام الحشود أمس.
وعلى بعد 400 كلم، نظم الرئيس الجمهوري ترامب تجمعا آخر أمام بحر من القبعات الحمر في مدينة لاتروب الصغيرة القريبة من بيتسبرغ.
وبعد حملة شرسة تمحورت حول التضخم، يظهر الجمهوريون واثقين أكثر فأكثر بفرصهم في حرمان الرئيس الديموقراطي من أغلبيته في الكونغرس.
وإذا تأكدت توقعاتهم، يبدو الملياردير الجمهوري مصمما على الاستفادة من هذا الزخم ليقدم رسميا وفي أسرع وقت ترشيحه للانتخابات الرئاسية، ربما اعتبارا من الأسبوع الثالث من هذا الشهر، وكان قد ألمح أمس الأول الى عزمه الترشح مجددا، مراهنا على هزيمة كبيرة للديموقراطيين.
وقال ترامب أمام حشد من المناصرين في ولاية أيوا «من المرجح جدا جدا جدا أن أترشح.. استعدوا»، وأضاف «سنستعيد الكونغرس، سنستعيد مجلس الشيوخ»، مؤكدا أنه «في العام 2024، سنستعيد بيتنا الأبيض الرائع».
وتتوقع استطلاعات الرأي فوزا كبيرا للجمهوريين في مجلس النواب، كما يتجهون للحصول على غالبية ضيقة في مجلس الشيوخ.
ويبدو أن ترامب مصمم على الاستفادة من هذا الزخم لإضفاء الطابع الرسمي على ترشيحه في أسرع وقت ممكن، وبالتالي قطع الطريق أمام المنافسين الجمهوريين المحتملين، مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
من جهته، دافع الرئيس الديموقراطي بايدن عن إنجازاته الاقتصادية، في محاولة لتجنب هزيمة محتملة للديموقراطيين. وقال خلال جولة له في سان دييغو في كاليفورنيا «أحرزنا تقدما كبيرا خلال الأشهر العشرين الماضية لتقوية الاقتصاد، وبرأيي علينا فقط أن نواصل ذلك».
ويقول بايدن حتى الآن إنه ينوي الترشح لكن هذا الاحتمال لا يسعد بالضرورة جميع الديموقراطيين، بسبب تراجع شعبيته وعمره نظرا إلى أنه يقترب من الثمانين.
وشكل حق الإجهاض، الذي نسفته المحكمة الأميركية العليا في يونيو، موضوعا محوريا في السابق في بنسلفانيا، وقدمت منظمة «بلاند بارنتهود» (Planned Parenthood) للتخطيط العائلي مرات عدة دعمها للديموقراطي جون فيترمان خلال الحملة.
إلا أن ارتفاع الأسعار، بمعدل 8.2% على أساس سنوي في الولايات المتحدة، لايزال مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للأميركيين، وجهود بايدن لإظهار نفسه بأنه «رئيس الطبقة الوسطى» لا تؤتي ثمارها حاليا.
وقال المرشح الجمهوري محمد أوز الذي قام بحملة تركزت على إدارة التضخم وإجرام اعتبره «خارج عن السيطرة»، إن «الديموقراطيين قلقون».
وأكد في رسالة إلى مناصريه أن «اليسار الراديكالي يدرك أن الدينامية لصالح» الجمهوريين.
من جهتها، استغلت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الهجوم الذي تعرض له زوجها، لحث الناخبين على المشاركة، متوجهة إلى الأميركيين بالقول «يجب ألا نخاف، يجب أن نكون شجعانا». وقالت الزعيمة الديموقراطية في مقطع فيديو نشر على فيسبوك «جعلني ذلك أدرك الخوف الذي يشعر به بعض الناس مما يحدث في الخارج»، مشيرة إلى أن هذا الخوف يشعر به موظفو مراكز الاقتراع خصوصا وسكان الولايات المتحدة عموما.
وكانت بيلوسي تتحدث غداة خروج زوجها بول من المستشفى أمس الأول، بعد تعرضه لاعتداء من رجل يدعى ديفيد ديباب (42 عاما) اقتحم منزل الزوجين في سان فرانسيسكو في منتصف الليل في 28 اكتوبر وهاجم الزوج بول (82 عاما) بمطرقة وضربه مرة واحدة على الأقل. وقال المهاجم للمحققين إنه كان ينوي أيضا ربط نانسي بيلوسي التي لم تكن في المنزل وقت الاعتداء وكسر ركبتيها.
وتابعـت بيلوســــي «الرسالة واضحة. هناك أسباب تدعو إلى القلق. لكن لا يمكننا أن نخاف، علينا التحلي بالشجاعة».