- وجود عدد كبير من السفيرات في الكويت مؤشر إيجابي للغاية على قدرة وكفاءة النساء
- 6000 مواطن إندونيسي يعيشون في الكويت ولدينا تواصل مباشر مع أبناء الجالية
- 35.2 مليون دولار إجمالي استثمارات الشركة الكويتية «KUFPEC» في إندونيسيا
- نسعى جاهدين إلى تعزيز التبادل الثقافي الذي يعتبر أحد جسور التواصل بين الشعوب
أكدت السفيرة الإندونيسية لدى البلاد لينا ماريانا على قوة ومتانة العلاقات الإندونيسية - الكويتية والتي وصفتها بالممتازة والتاريخية حيث تمتد على مدار أكثر من 50 عاما، لافتة إلى التطور الملحوظ الذي تشهده مختلف مناحي العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة ومختلف مجالات التعاون. وأشادت ماريانا - في لقاء خاص لـ «الأنباء» - بالمناخ الديموقراطي وحرية التعبير في الكويت، موضحة أن الكويت بلد ديموقراطي وديناميكي للغاية وحرية التعبير واضحة جدا في العلاقة بين السلطتين، مشددة على أن الكويت تبذل جهودا ملموسة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتلعب دورا محوريا في كل الظروف التي تهدد الأوضاع فيها. ولفتت إلى أن بلادها تعتبر الكويت شريكا استراتيجيا وتجاريا مهما، مضيفة أن هناك إمكانية كبيرة لتعزيز التعاون الثنائي. وأوضحت أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2021 بلغ 395.5 مليون دولار، بينما يبلغ إجمالي استثمارات الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الأجنبية (KUFPEC) في إندونيسيا 35.2 مليون دولار أميركي، فإلى التفاصيل:
أجرى الحوار: أسامة دياب
كيف تصفين العلاقات الكويتية - الاندونيسية ماضيها، وحاضرها، وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات الاندونيسية - الكويتية علاقات ممتازة ومتطورة على كافة الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، فهي علاقات تاريخية في مجملها، حيث تمتد على مدار أكثر من 50 عاما من التعاون والصداقة، ولكن بالتأكيد يمكن للبلدين استشراف آفاق جديدة للتعاون الثنائي لتعزيزه وتوطيد أواصره بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
في سبتمبر عام 2019 عقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة بين البلدين في الكويت كدلالة واضحة على الشراكة القوية بين البلدين، وخلال الاجتماع وقع البلدان العديد من الاتفاقيات الثنائية لتعزيز العلاقات وتقويتها حتى يمكن تحقيق التقدم المنشود.
وكان من المقرر عقد الاجتماع الثاني للجنة المشتركة في عام 2020 في اندونيسيا ولكن بسبب الظروف الاستثنائية التي عاشها العالم بسبب جائحة كورونا تم تأجيله وحتى الآن لم يتم الاتفاق على تحديد الموعد الجديد، وخصوصا في ظل انشغالنا بالعديد من الأحداث الدولية بما في ذلك اجتماع مجموعة العشرين (G20) والتي تتولى إندونيسيا رئاستها، في العام المقبل ستصبح إندونيسيا رئيسا لرابطة أمم جنوب شرق آسيا، لذلك ستعقد العديد من اجتماعات الرابطة في إندونيسيا.
ما أبرز مجالات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين؟
٭ هناك إمكانية كبيرة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في ظل الإمكانات المتاحة فيهما، ولعل التعاون الاقتصادي من أبرز تلك المجالات ومن المتوقع أن يتم دعمه وتعزيزه. حاليا لاتزال إندونيسيا تعاني من عجز في الميزان التجاري، وإذا أمكن زيادة دعم وتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، فمن المأمول أن يكون الميزان التجاري بين البلدين قريبا من التوازن.
كم يبلغ عدد الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية بين البلدين؟
وهل تعملون على اتفاقيات جديدة سيتم توقيعها في القريب العاجل؟
٭ لدينا عدد كاف من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية وتمثل الإطار القانوني لها ومنها على سبيل المثال لا الحصر مذكرة تفاهم بشأن إنشاء لجنة التعاون المشترك، تم توقيعها في جاكرتا في 30 مايو 2007، مذكرة تفاهم بشأن التعاون في القطاع الزراعي، وقعت في جاكرتا في 30 مايو 2007، اتفاقية التعاون الاقتصادي والتقني والموقعة في جاكرتا في 30 مايو 2007، اتفاقية التعاون التجاري في 30مايو 2007، مذكرة تفاهم للتعاون الرياضي والشبابي في مايو 2007، اتفاقية النقل الجوي الموقعة في الكويت في 28 مارس 1994 وتم تجديدها في عام 2010، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي والموقعة في 23 ابريل 1997، مذكرة تفاهم بشأن توظيف القوى العاملة، وقعت في جاكرتا في 30 مايو 1996، اتفاقية الاعفاء المتبادل لتأشيرة الدخول المسبقة لحملة الجوازات الديبلوماسية والخاصة والخدمة، الموقعة في مدينة الكويت، 2 سبتمبر 2019، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات، تم توقيعها في مدينة الكويت، 2 سبتمبر 2019، مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال بناء القدرات الديبلوماسية، وقعت في مدينة الكويت، 2 سبتمبر 2019 ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وقعت في مدينة الكويت، 2 سبتمبر 2019.
ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وما أبرز جهود السفارة لرفع معدلاته؟
٭ ترتبط إندونيسيا والكويت بعلاقة جيدة ترتكز على قطاعي الاقتصاد والتجارة، وخاصة في مجالات الطاقة (النفط) والموارد البشرية (العمال المهاجرين). وفي الفترة من 2018-2021، شهدت القيمة الإجمالية للتجارة البينية بين البلدين حالة من الاستقرار النسبي حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 404 ملايين دولار أميركي في عام 2018 وحوالي 450 مليون دولار في عام 2019 وحوالي 440 مليون دولار في عام 2020 و395.5 مليون دولار في عام 2021.
وإندونيسيا تعتبر الكويت شريكا تجاريا استراتيجيا مهما جدا ولذلك، نواصل السعي بجهود دؤوبة لزيادة صادراتنا إلى الكويت، بما في ذلك الأغذية والأدوية والمنتجات الزراعية.
كم يبلغ إجمالي حجم الاستثمارات الكويتية في اندونيسيا؟
٭ الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الأجنبية (KUFPEC) تهيمن على الاستثمارات الكويتية في إندونيسيا، حيث تدير كتلة النفط والغاز في بولاو ناتونا بقيمة 35.2 مليون دولار أميركي. وفي أوائل فبراير 2022، اكتشفت KUFPEC احتياطيات جديدة من النفط والغاز في كتلة Anambas، بحر ناتونا. نأمل أن يجذب هذا الاكتشاف المزيد من شركات النفط الكويتية للاستثمار في إندونيسيا.
وفي الوقت نفسه، يمثل استثمار إندونيسيا في الكويت من خلال شركة (Cogindo) بمشروع خدمة التشغيل والصيانة لشبكة توزيع الطاقة الكهربائية في وزارة الكهرباء والماء الكويتية بقيمة 25.3 مليون دولار أميركي.
كم يبلغ عدد أبناء الجالية الاندونيسية في الكويت وكيف تتواصلون معهم؟
٭ لدينا نحو 6000 مواطن إندونيسي في الكويت، ولدينا تواصل مباشر مع أبناء الجالية من خلال نظام إداري يطالب مواطنينا بتسجيل وجودهم في الكويت، ويقومون بتحديث بياناتهم فيه دوريا، كما نتواصل معهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو جهات الاتصال المباشرة، كما نقوم بإقامة تجمعات اجتماعية لتعزيز التواصل بين الجالية الإندونيسية هنا في الكويت.
ماذا عن التعاون الأكاديمي بين البلدين؟
٭ نتطلع إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين البلدين ونسعى لتعريف الكويتيين بالفرص الأكاديمية المتاحة في جامعاتنا المشهود بكفاءتها عالميا.
ما أبرز جهود السفارة لدعم التبادل الثقافي بين البلدين؟
٭ نسعى جاهدين إلى تعزيز التبادل الثقافي والذي يعتبر جسرا من جسور التواصل بين الشعوب ويوفر أرضية ملائمة للفهم المشترك، ولذلك نجد مجموعة الآسيان تولي التبادل الثقافي أهمية كبيرة بتنفيذ العديد من الأنشطة الثقافية والفنية شاركت السفارة الاندونيسية فيها، نأمل أن نعزز هذا التعاون مع الجانب الكويتي من خلال تنظيم فعاليات مشتركة حتى يتسنى لنا إظهار الجوانب المشرقة من الثقافة الإندونيسية الغنية والمتنوعة.
حدثينا عن التعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
٭ في الوقت الحالي ليس لدينا تعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، حيث كان الجسر بين باستور وسيكابيانغ وسوراباتي في عام 2006 آخر مشروع نفذه الصندوق على صعيد المساهمة في دعم البنية التحتية.
كيف ترين العدد المتزايد من السفيرات في الكويت؟
٭ أعتقد أن وجود عدد كبير من السفيرات في الكويت مؤشر إيجابي للغاية على قدرة حصول النساء على المزيد والمزيد من الاعتراف بقدراتهن. أعتقد أن القيادات النسائية قادرة على تحقيق المزيد من النجاحات وخلق جو وبيئة ملائمين للأعمال التجارية من منظور جديد تماما.
كيف ترين مستوى الديموقراطية وحرية التعبير في الكويت؟
٭ من بين بلدان الشرق الأوسط، أرى أن الكويت بلد ديموقراطي وديناميكي للغاية. حرية التعبير واضحة جدا في العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. بالطبع، من المتوقع أن يوفر هذا المناخ التقدم والرفاهية للكويت وليس العكس.
وكيف تقيمين الدور الذي تلعبه الكويت في حل النزاعات وإحلال السلام إقليميا ودوليا؟
٭ الكويت تبذل جهودا ملموسة في الحفاظ على النظام والأمن والاستقرار في المنطقة، وتلعب دورا محوريا بالغ الأهمية في كل الظروف التي تهدد الأوضاع في المنطقة. حينما كانت الكويت عضوا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قدمت العديد من المساهمات المتعلقة بالأمن والنظام العالميين. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن إندونيسيا والكويت تؤيدان تماما قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
ما رؤيتك للمشهد المعقد في منطقة الشرق الأوسط؟
٭ المشهد في منطقة الشرق الأوسط ملتبس ومعقد ويعج بالكثير من المناطق الملتهبة والظروف فيه صعبة للغاية، حيث ان العديد من دول المنطقة عالقة في نزاعات داخلية، وتشكل الظروف السائدة في هذه البلدان أحد عوامل عدم الاستقرار في المنطقة.