دخل سباق انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي مرحلة «الأمتار الأخيرة»، وسط تباين توقعات المعسكرين الديموقراطي والجمهوري بشأن الفوز الحاسم وحصد الأغلبية، في عملية اقتراع حاسمة، غدا، ستضع أسس الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024.
وستكون المنافسة بين المعسكرين حادة للغاية في ولاية بنسلفانيا «الوازنة» انتخابيا، وتدور المعركة الانتخابية الرئيسية في فيلادلفيا مهد الديموقراطية الأميركية منذ القرن الثامن عشر، حيث يتنافس الجراح المليونير محمد أوز الذي يحظى بدعم الجمهوريين بزعامة الرئيس السابق دونالد ترامب، مع المرشح الديموقراطي رئيس البلدية السابق جون فيترمان على مقعد من بين أكثر المقاعد المتنازع عليها في مجلس الشيوخ، إذ من المحتمل جدا أن يعتمد توازن القوى في المجلس على هذا المقعد بالذات.
ويعلق الديموقراطيون آمالهم على فيترمان البالغ طوله أكثر من مترين وذي الميول التقدمية والمظهر المسترخي، إذ يعتمد ارتداء السراويل القصيرة وسترات مع قبعة، وكان عمدة مدينة صغيرة تضررت بشدة من تراجع النشاط الصناعي.
وبعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تفوق فيترمان لفترة طويلة، تقلص الفارق لصالح المرشح الجمهوري، بعدما اصيب المرشح الديموقراطي بسكتة دماغية في مايو الماضي مما جعله يظهر بعض الصعوبة في إيجاد كلماته خلال المناظرة التلفزيونية التي جرت مع منافسه.
وبعد حملة شرسة تمحورت حول التضخم، يظهر الجمهوريون واثقين أكثر فأكثر بفرصهم في حرمان الرئيس الديموقراطي جو بايدن من غالبيته في الكونغرس.
وإذا تأكدت توقعاتهم، يبدو ترامب مصمما على الإفادة من هذا الزخم ليقدم رسميا وفي أسرع وقت ترشيحه للانتخابات الرئاسية، ربما اعتبارا من الأسبوع الثالث من نوفمبر الجاري.
وفي هذا الصدد، قال المرشح الجمهوري محمد أوز إن «الديموقراطيين قلقون»، وركز أوز في حملته على كبح التضخم والجريمة التي اعتبرها «خارج السيطرة».
وأكد في رسالة إلى مناصريه مؤخرا أن «اليسار الراديكالي يدرك أن الزخم هو في مصلحة» الجمهوريين.
في المقابل، يبدي الديموقراطيون خشيتهم من التعرض لـ «انتكاسة مؤلمة» في انتخابات التجديد النصفي.
وأعربت جاكلين سميث على غرار آلاف من مؤيدي الحزب الديموقراطي عن خشيتها من هذه الانتكاسة، وحذرت في تصريح لوكالة فرانس برس من أن «هذه الانتخابات يمكن أن تغير كل شيء»، وذلك خلال حضورها تجمعا انتخابيا في فيلادلفيا شارك فيه كل من الرئيس جو بايدن وسلفه باراك أوباما.
واعتبر الرئيس جو بايدن أن انتخابات منتصف الولاية ستكون لحظة «فارقة» في مصير الديموقراطية في الولايات المتحدة، قائلا إن «هذه لحظة فارقة للأمة ويجب أن نتحدث جميعا بصوت واحد».
وتشارك الرئيس الديموقراطي المنصة مع الرئيس الأسبق باراك أوباما المعروف بمهاراته البلاغية الذي طلب بدوره من الناخبين التصويت للمرشحين الديموقراطيين، وأقر بأن «البلاد مرت بأوقات عصيبة في السنوات الأخيرة»، خصوصا جراء «الجائحة الصحية التاريخية».
وهاجم مهندس نظام التأمين الصحي «أوباماكير» الجمهوريين الذين يريدون «تفكيك الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية ومنح الشركات الكبيرة والأثرياء مزيدا من التخفيضات الضريبية».
وفي تجمع انتخابي مضاد، وقف الرئيس السابق دونالد ترامب أمام بحر من القبعات الحمر في مدينة لاتروب الصغيرة القريبة من بيتسبرغ، ودعا إلى حشد «موجة حمراء عملاقة» من الجمهوريين من أجل ضمان الفوز على الديموقراطيين في الانتخابات النصفية.
وقال ترامب أمام تجمع حاشد «إذا كنتم تريدون وقف تدمير بلادنا وإنقاذ الحلم الأميركي، يجب عليكم أن تصوتوا للجمهوريين في موجة حمراء عملاقة» في إشارة منه إلى لون حزبه.
واعتمد ترامب خطابا مناقضا لبايدن وأوباما، ركز خلاله على قضيتي الهجرة والجريمة.
وأكد الملياردير الجمهوري في نهاية خطاب استمر أكثر من ساعتين وغادره كثيرون قبل نهايته لطوله «أننا أمام أهم انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة». وأضاف: «سنستعيد مجلس النواب ومجلس الشيوخ».