بيروت ـ منصور شعبان
قال البطريرك الماروني بشارة الراعي «إذا ألقينا نظرة على واقعنا في لبنان، نجد بكل أسف أن الذين صنعوا الحرب مازالوا هم إياهم يحكمون بلادنا، الأمر الذي يشل الدولة بسبب نار الخلافات المشتعلة تحت الرماد، ذلك أن من يصنع الحرب لا يستطيع أن يصنع السلام».
ولفت الراعي، خلال افتتاح مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، أعمال دورته الخامسة والخمسين في الصرح البطريركي في بكركي، بحضور السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا، إلى انه «لهذا السبب لم يتمكن هؤلاء بكل أسف من تنقية ذاكرتهم، ونشاهدهم ونسمعهم كيف يتراشقون أسلحة الكلام الجارح في وسائل الاتصال على أنواعها، في كل مناسبة وكما نشهد في هذه الأيام.
ولهذا السبب، بعد ست سنوات من عهد الرئيس العماد ميشال عون، لم يتمكنوا أو بالأحرى لم يريدوا انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فكان إنجازهم الكبير تنزيل العلم وإقفال القصر الجمهوري، وتسليم حكومة مستقيلة منذ خمسة أشهر، ولبنان في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي».
وتابع «عندما يتكلم البابا يوحنا بولس الثاني عن «السلام والمصالحة» بعد محنة الحرب، إنما يدعو اللبنانيين إلى تنقية حقيقية للذاكرات والضمائر، وبالتالي إلى تعزيز السلام الدائم المبني بكل صبر وأناة، لأن السلام وحده بإمكانه أن يكون الينبوع الحقيقي للإنماء والعدالة».
وأضاف «إن تنقية الذاكرات والضمائر هي الشرط لإجراء حوار صريح وبناء بين المسيحيين والمسلمين من جهة، وبين الأحزاب والكتل النيابية من جهة أخرى، وذلك لكي يسلم العيش المشترك المنظم بنصوص الدستور، والذي يشكل الميثاق الوطني الذي توافق عليه اللبنانيون سنة 1943، وجددوه باتفاق الطائف (1989) بحيث يعطي الشرعية لكل سلطة سياسية.
فبالحوار الصريح وصفاء العيش المشترك يتمكن اللبنانيون من بناء مجتمعهم».