قبل أن نتحدث عن الأعراض الجانبية للأدوية، لابد أن نعرف أولا أن معظم الأدوية لها تأثيرات جانبية تختلف حدتها وشدتها من شخص إلى شخص بتأثير عدة عوامل منها الجرعة، وتكيف الجسم مع الدواء، ومدة الجرعة، وكمية هذه الجرعة، وغيرها من العوامل الأخرى.
ولعل الوصف الدقيق الذي أطلقه العالم الألماني الكبير بول إهرليخ عندما وصف الدواء المثالي في مطلع القرن العشرين بأنه «رصاصة سحرية» تستهدف مكمن الداء من دون أن تصيب أي أنسجة أخرى، ذلك الوصف الذي لم يتحقق حتى الآن، على الرغم من التطور الرهيب الذي بلغته الأدوية في هذا العصر، ودقتها الكبيرة في استهداف «المرض».
والعرض الجانبي للمرض إذا أردنا تعريفه فسنقول إنه تأثير غير مقصود للدواء، ولا يرتبط بالأثر العلاجي، ولكن الأثر الجانبي للعلاج أو الدواء يكون أحيانا كثيرة ذا أثر سلبي على المريض من الناحية النفسية.
وفي الواقع فإنه كما أسلفنا فإن الأدوية تختلف أعراضها الجانبية من شخص إلى شخص باختلاف عدة عوامل كما قلنا سابقا، لكن يتبقى السؤال الأهم، والذي يسأله تقريبا كل مرتادي الصيدليات هل ستظهر علينا كل الأعراض الجانبية المكتوبة في النشرة الداخلية للدواء؟
ونجيب عن هذا السؤال بأن هيئات ترخيص الأدوية تجبر شركات الأدوية والعلاجات المختلفة على كتابة كل عرض ظهر خلال إجراء الدراسات المختلفة على الدواء، وأثناء مرحلة تجريبه، وقبل إنتاجه، وظهوره للجمهور.
ومن هنا نستطيع أن نطمئن المرضى أنه ليس كل ما يكتب في النشرات الداخلية للأدوية يظهر لديك، وإنما هي نتائج سريرية لأشخاص خضعوا لتجربة الدواء في مراحله الأولى، وظهرت عليهم هذه الأعراض أثناء مراحل الدواء التجريبية.
يتبقى أن نشير في هذه الزاوية إلى أن معظم التأثيرات الجانبية للأدوية والعلاجات المختلفة تكون خفيفة نسبيا، ومنها ما يزول عند إيقاف استعمال الدواء، ومنها ما يزول تماما عند تغيير الجرعة، بينما يقل تأثير بعضها مع تكيف الجسم عليها.