بعد أيام يحل اليوم العالمي للوقاية من مرض السكري وهو أحد أيام التوعية بالمرض وإلقاء الضوء على الوقاية منه ومن مضاعفاته والتي تصيب معظم أجهزة الجسم في جميع الأعمار وهناك للأسف بعض الزملاء الذين يتعاملون مع التوعية الصحية بأسلوب التهوين الشديد لدرجة أن المريض قد يقتنع بأنه عند تناوله بعض الأعشاب قد لا يحتاج إلى علاج السكري ويلقي بعلاجه جانبا وبعض المرضى يعطون نصائح لغيرهم في الدواوين ومع شاي الضحى لترك إبر السكري ومن ثم يتوجهون إلى سبل أخرى للعلاج.
وبعض الزملاء ينشرون أرقاما غير دقيقة في مناسبة اليوم العالمي للسكري ويخلطون بين معدلات أو نسب الإصابة ومعدلات الانتشار وكلاهما مختلف علميا حيث إن الخلط بينهما من المتخصصين يضع المشكلة في غير حجمها الحقيقي وبذلك يكون التخطيط لحلها لا يستند إلى معلومات علمية واقعية ومنهجية علمية وتختلط الأمور عندما نلقي العلم جانبا ونتجه إلى التهوين أو التهويل بدون مبرر مقبول.
وفي مناسبة يوم السكري العالمي فإنني أدعو الزملاء إلى تدقيق رسالتهم الإعلامية لتكون أكثر دقة وموضوعية دون تهويل أو تهوين إذ إن التوعية بالوقاية والتعامل مع السكري هي محور رئيسي للعلاج للفرد والمجتمع، وأعتقد أنه لا مجال للخلط بين الطب الشعبي وعلاج مرض السكري كمرض مزمن يؤثر على الأسرة والمجتمع بل إن تداعياته تؤثر على خطط التنمية الشاملة بالبلاد ويمكن الوقاية منه والتصدي له من خلال برامج وطنية متعددة المحاور تتعامل مع الخمول البدني والتدخين والسمنة وزيادة الوزن وهي جميعها عوامل خطورة مشتركة للأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.
ويجب أن تكون هذه البرامج أولوية في جميع خطط التنمية وأن نتصدى من خلالها إلى أساليب التوعية التي لا تستند إلى العلم والتي لا يمكن قبولها لأنها أساليب تتبع التهويل والتهوين في وقت أصبحت المصادر العلمية واضحة ولا مجال لمعلومات غير حقيقية للتسويق غير العلمي لمنتجات تروج عن طريق المواقع دون رقيب أو محاسبة فتؤدي إلى مضاعفات نحن جميعا في غنى عنها إن تجنبنا ما يروج له في المواقع ومن غير المتخصصين تحت مسميات مختلفة ليست فقط لمرض السكري ولكن لغيره من الأمراض المزمنة التي يجب أن تكون التوعية بالوقاية منها على قمة أولويات الحكومة دون تهوين أو تهويل وانطلاقا من الأرقام الدقيقة عن معدلات انتشارها في المجتمع وهي معدلات يجب تحديثها أولا بأول من خلال المسوحات الصحية كل خمس سنوات حسب توصيات منظمة الصحة العالمية. وأعتقد أن الوقت قد حان لتكرار تلك المسوحات المستحقة لوضع وتحديث البرامج استنادا إلى الأسس العلمية وبعيدا عن التهويل أو التهوين وعدم دقة البيانات أو عدم دقة الخطاب الإعلامي الذي قد يؤثر على الأمن الصحي والتنمية.