لخص أنطونيو جوتيريش ـ أمين عام الأمم المتحدة ـ العلاقة بين البشر وكوكب الأرض بأنها «كمن يركض بسرعة نحو جحيم المناخ»، وأننا أصبحنا في صراع حقيقي من أجل استمرار الحياة على ظهر أمنا الأرض، والساعة تدق ونحن في الانتظار، ودعا إلى إطلاق نظام عالمي مبكر في غضون 5 سنوات للسيطرة على أزمة المناخ.
أما نائب الرئيس الأميركي الأسبق آل جور ـ الذي ازداد وزنه كثيراً ـ فكان أكثر صراحة وهو يصف الوضع الراهن بأنه ناجم عن مشكلة «مصداقية لدينا جميعاً»، في إشارة إلى استمرار سعي الدول الصناعية المتقدمة للحصول على «الغاز» من أفريقيا، ضاربين بالحفاظ على البيئة عرض الحائط، مؤكداً «إننا نتحدث.. لكننا لا نفعل ما يكفي، تاركين العالم يواجه فوضى مناخية».
أما أحد أكثر الكلمات جدية وعملية وتأثيراً فكانت كلمة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان الذي أعلن عن تخصيص 2.5 مليار دولار من أجل «مبادرة خضراء» في الشرق الأوسط، تمنح على مدار 10 سنوات، ولفت ولي العهد السعودي الأنظار وهو يترأس النسخة الثانية من «قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر 2022»، والتي انعقدت على هامش مؤتمر COP27، عندما أعلن عن إجراءات وأهداف طموحة سيتم شرحها تفصيلا في منتدى «السعودية الخضراء» الذي سيعقد يومي 11 و12 نوفمبر تحت شعار «من الطموح إلى العمل»، وأبرز ما سيعلن أن المملكة تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة! وزيادة المناطق المحمية البرية والبحرية الى 30% من إجمالي مساحة المملكة، إضافة للإسهام في المبادرات العالمية.
.. إجمالاً، إن حجم النجاح المتحقق في شرم الشيخ يدعو للفخر، ويرفع رأس كل مصري شارك فيه، فأين هي الدولة التي تسعى في مثل هذه الظروف العالمية الصعبة لاستضافة حدث بهذا الحجم؟.. وأين هي المدينة التي تستطيع أن تقدم ما قدمته «شرم الشيخ» من إبهار وأمن وأمان وتنظيم وسلاسة وتنسيق أدى لهذا النجاح المدوي؟
الدنيا كلها تشهد لنا بالكفاءة عندما نتحدى الصعاب، والاحترافية عندما نواجه التحديات، والنجاح عندما نستدعي كل قدراتنا ونتخلى عن «الفهلوة» و«التذاكي» و«الشطارة».
ندعو الله أن يتم أعمال «مؤتمرات» شرم الشيخ على خير وأمن وسلام وأن يرد كيد كل من يريدون بمصر شراً إلى نحورهم.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]