[email protected]
ما أجمل البيت الكويتي!
ماذا نقول لهذه الأجيال الكويتية التي تسكن القصور والفلل والمنازل والشقق والبيوت؟
هل رأيتم البيت الكويتي القديم الذي تعلوه دائما كلمة (السِّتر)؟! ويقصد ستر من في داخله عن أعين الناس والمارة بهذه الطرقات المحيطة به!
كان البيت الكويتي في چبلة وشرق والمرقاب والفنطاس والفحيحيل والجهراء وبقية المناطق أنموذجا للبيت الذي يحفظ للمرأة ألا تُرى من المهد إلى اللحد إلا بمتطلبات الواقع وفي وجود المحارم!
البيت الكويتي القديم مستور، أما الآن فمفضوح، الأكثر منا يصورون هذه البيوت ويضعون الصور في (الميديا) في التويتر والفيسبوك والانستغرام و.. و.. و...!
انتهكت الخصوصية وما عاد هناك (عزل وستر)، تساهلت الأجيال الحالية مع الأجهزة الذكية (الفارق بيننا وبينهم أنهم لا يخافون الأجهزة)، نحن كنا نخاف الآلات والأجهزة!
كان من العار على الرجل أن يرى من هم داخل بيته!
اليوم صرنا خلطبيسه!
كان الرجل يدخل بيته القديم مكررا (درب... درب.. درب) حتى تتأهب النساء ومنهن من كانت تذهب الى غرفتها لأن البيت (بيت حمولة) فيه رجال ونساء ومحارم!
كان البيت القديم يبنى دون مخططات ومهندسين ومشرفين ويتم الاتفاق مع الاستاد (رئيس البنائين) حول ما يريده المواطن من بناء مثل (الحوش - الحجر أي (الغرف)!
الله، البيوت القديمة بطينها وطرازها تأسرني وتتملكني، وموادها القديمة التي تبنى منها مثل: (الطين - البو - الصخر - الجص - الصاروي، أي الاسمنت وكان غالي الثمن - الرماد - جذوع النخل - الباسجيل - البواري - الدامر - الطاري (الزفت)- مسامير وكل ما يشكل القيلة - لقمة - حشو)!
لقد انتهى زمان (الهيب) الحديدي ونقل الأغراض على ظهور الحمير!
٭ ومضة:
ما أجمل البيت الكويتي العتيچ واستاديته (وتجمع استادية)، ورحم الله الاستادية: العم عبدالعزيز المقهوي، العم خليفة البحوه، العم سليمان البحوه وأولاده - العم عبدالله الصدي، عيال عبدالسلام والعم سليمان النجدي، والعم أحمد أبوغنام، والأسطى أحمد، وغيرهم كثير، رحمهم الله جميعا.
٭ آخر الكلام:
ما أجمل ما كانوا يرددونه وهم يبنون المنازل ويندمجون في ترديدات خاصة بهم وهي عبارات تحث على العمل مثل: (هيه هلمه - طاول - هيه يا هلمه - اطبخ، هيه يا هلمه - لينه - هيه - يا هلمه - لقمه.. عاشوا.. الخ).
٭ زبدة الحچي:
البيت الكويتي (العتيچ) القديم مستور الكل فيه محافظ على الخصوصية فما بالنا نحن اليوم؟
لماذا نرسل كل شاردة وواردة عن منازلنا ونفضح بيوتنا؟
ما كان باب بورمانه هو حامي البيت أبدا، وإنما الناس أهلونا القدماء الأخيار الذين يحبون الستر هم الحماة وهم (الكيلون والمزلاي) المصنوع من الخشب بسقاطته!
نعم.. أنا عاشق لكويتنا القديمة بأخلاقها وناسها من غير بتتات وجرجوب!
ما أحوجني الآن الى عريش من الباري والمردي والحبال فيه (ملاله) وماء الخريج (أي المالح) من الجليب (أي البئر) وسحارة الجيل يمي وطاسة تمر ولبن وايقط ولبن من صخلتنا!
تمسكوا بالكويت وحافظوا عليها، ورب البيت حاميها.
.. في أمان الله.