- اللغة العربية تواجه تحديات كثيرة وسياسة الاستعمار الأوروبي الإقصائية حدّت من انتشارها
الشارقة ـ يوسف غانم
نظرا لأهمية اللغة العربية كوسيلة للتواصل الحضاري والثقافي ودعما لانتشارها في افريقيا والعالم، نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022 جلسة حوارية بعنوان «الاستعراب الأفريقي»، التي جمعت عددا من المتخصصين في اللغة العربية من غرب افريقيا لتعريف الجمهور بعمق الروابط الثقافية للكثير من الشعوب الإفريقية بالحضارة العربية الإسلامية على مر العصور.
وقد شارك في الجلسة د.ثاني عمر موسى، الأكاديمي وعميد كلية الدراسات العربية السابق بجامعة أوسمانو دانفوديو (عثمان بن فودي) بمدينة سوقطو ـ نيجيريا، الذي ابتدأ حديثه بشرح مصطلح الاستعراب وجذره اللغوي، والفترة التي بدأ فيها استخدامه بالدراسات والأبحاث العلمية المختلفة، مبرزا مظاهر انتشار اللغة العربية في العديد من دول افريقيا جنوب الصحراء، منها: مالي والسنغال ونيجيريا، وتاريخ توسع الحضارة العربية فيما عرف قديما ببلاد السودان، سواء كنتيجة للرحلات التجارية، أو عبر الدعوة الإسلامية.
الثقافة العربية
وللدلالة على عمق الاتصال بين الحضارات العربية والأفريقية، ذكر موسى أمثلة من بينها رحلات الأديب والفقيه الشافعي جلال الدين السيوطي، في الداخل الإفريقي، إلى جانب انتشار الطرق الصوفية من شمال القارة نحو الجنوب، خاصا بالذكر رحلة الشيخ محمد بن عبدالكريم التلمساني.
وأضاف موسى: «نحن في افريقيا نتمتع بحضور الثقافة العربية، التي وصلت إلينا وتبنيناها»، مستشهدا بإنجازات الشيخ والفقيه المالكي عثمان بن فودي، الذي أسس دولة الفولاني المعروفة بخلافه سوقطو، في القرن التاسع عشر، ناشرا للغة العربية التي كانت لغة التخاطب، والبلاط، والدواوين، وما نجم عن ذلك من ازدهار الحركة العلمية.
مفردات عربية
وعلى النسق نفسه، واصل البروفيسور عبدالقادر ميغا رئيس فرع جامعة الوفاق الدولية في مالي، في معرض شرحه عن التأثير الكبير للثقافة العربية على مجتمعات غرب افريقيا المسلمة، مستشهدا بالعديد من المفردات ذات الأصل العربي في لغات القبائل المحلية، كالهوسا والفولاني والسونغاي، التي وصلت الى مرحلة كانت تكتب فيها لغاتهم بالأبجدية العربية.
ونسب المتحدثان الانحسار الكبير للغة العربية منذ مطلع القرن العشرين إلى الاستعمار الأوروبي الذي مارس سياسات إقصائية حدت من استخدام اللغة العربية، في مقابل اللغتين الإنجليزية والفرنسية، اللتين باتتا لغة رسمية لأغلب الدول الأفريقية بعد الاستقلال، فيما باتت اللغة العربية مواجهة بالكثير من التحديات للحفاظ عليها، وعلى تراثها في غرب افريقيا.
مشاريع رائدة
واتفق المتحدثان، على أهمية الجهود التي من شأنها نشر اللغة العربية وتعزيزها في افريقيا، مشيدين بالمشاريع الرائدة في دولهم من قبيل «قرية اللغة العربية» في مدينة مايدوغوري شمال شرق نيجيريا، الى جانب العديد من المنظمات والجمعيات كجمعية معلمي اللغة العربية للدراسات الإسلامية، مؤكدين على ضرورة دعمها، حيث تبشر مشاركاتهم في الفعاليات العربية، كمعرض الشارقة الدولي للكتاب، باستمرارها.