يبدو أن آمال الجمهوريين في تحقيق موجة حمراء في الكونغرس الأميركي تبددت مع ظهور المزيد من نتائج انتخابات منتصف الولاية، حيث نجح الديموقراطيون في الحد من الاضرار التي كان يراهن عليها الرئيس السابق دونالد ترامب كمنطلق لاعلان عزمه العودة مجددا الى البيت الأبيض، ولشل قدرة الرئيس جو بايدن في تنفيذ سياساته خلال السنتين الباقيتين من ولايته.
وأكدت وكالة «اسوشيتد برس» أن الديموقراطيين اظهروا قوة مفاجئة في عدد من السباقات وخالفوا التوقعات بأن التضخم وتراجع التأييد لاداء الرئيس بايدن سيقودان الحزب للتراجع بشكل كبير.
وبدا الجمهوريون في موقع جيد للفوز بالغالبية في مجلس النواب لكن بفارق ضئيل، خلافا لما كانوا يأملون. أما في مجلس الشيوخ، فقد انتزع معسكر الرئيس الديموقراطي من الجمهوريين المقعد الذي كان موضع التنافس الأشد في هذه الانتخابات، ونجح الديموقراطي جون فيترمان في الاستحواذ على مقعد مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا في مواجهة محمد أوز الذي دعمه ترامب بكل ثقله، كما انتزعوا منصب حاكم الولاية، وهو ما اعتبره الديموقراطيون انتصارا كبيرا وتحولا بالانتخابات، وباتت التشكيلة النهائية لمجلس الشيوخ معلقة على أربعة مقاعد: أريزونا ونيفادا وجورجيا وويسكونسن، وهو عدد كبير من الولايات، إذ إن فرز الأصوات يمكن أن يتطلب أياما عدة.
وانعش هذا الانتصار لمعسكر جو بايدن، في أمسية سادها توتر شديد خلال عملية شاقة لفرز الأصوات، آمال الديموقراطيين بالحد من خسائرهم، ووقف «المد الأحمر» المحافظ في مجلس النواب الذي وعد به دونالد ترامب.
ورغم ذلك، بدا النائب الجمهوري كيفين مكارثي واثقا بأن الجمهوريين سيستعيدون السيطرة على مجلس النواب، وقال في خطاب «من الواضح أننا سنستعيد مجلس النواب».
لكن الحزب الذي أشارت تقديرات إلى أنه سيحصد عددا إضافيا من المقاعد بلغ عشرة أو 25 وحتى ثلاثين، اضطر لخفض سقف توقعاته.
وقال السيناتور المؤثر ليندسي غراهام، وهو صديق مقرب لدونالد ترامب لشبكة «ان بي سي»، إن «الأمر ليس بالتأكيد مدا جمهوريا. هذا أمر مؤكد»، ما يثير تكهنات بأن اتهامات التزوير و«سرقة الانتخابات» التي اطلقها ترامب وانصاره على الانتخابات الرئاسية ستتجدد في الانتخابات النصفية.
وكان الرئيس السابق قد انخرط بكل قوته في حملة انتخابات منتصف الولاية معولا على نجاح مساعديه لخوض السباق الرئاسي في 2024 بوجود أفضل رعاية، وقد وعد «بإعلان كبير جدا» في 15 نوفمبر.
ومع بداية ظهور النتائج أكد الملياردير البالغ 76 عاما مجددا أن الجمهوريين عاشوا «ليلة خارقة» للانتخابات، متهما الديموقراطيين ووسائل الإعلام «الإخبارية الزائفة» ببذل كل ما في وسعهم لتقليل أهمية نجاح مناصريه، وألقى ترامب كلمة من مارالاغو، وقال ان هناك من يترقب «خسارتنا وهذا مستبعد».
وبشنه حملة شرسة على التضخم، انتزع جاي دي فانس أحد مؤيدي دونالد ترامب مقعدا كان محور منافسة حادة، وأصبح سيناتورا عن ولاية أوهايو، في أول خيبة أمل كبيرة للرئيس الديموقراطي جو بايدن.
وفاز هذا العسكري السابق مؤلف كتاب لقي نجاحا كبيرا عن الطبقة الوسطى البيضاء، على الديموقراطي تيم راين، بمقعد كان يشغله جمهوري وترك شاغرا، كما ذكرت قناتا التلفزيون الأميركيتان «ان ي سي» و«ايه بي سي».
وبانتظار أن تحسم النتائج مسألة السيطرة على الكونغرس الأميركي، بات الاهتمام يتركز على نتائج انتخابات حكام الولايات، خصوصا فلوريدا حيث أعيد انتخاب الحاكم المنتهية ولايته رون ديسانتيس، بعدما تفوق على منافسه الديموقراطي تشارلي كريست.
وديسانتيس سطع نجمه في أوساط اليمين السياسي في الولايات المتحدة حتى بات ينظر اليه كمنافس جدي محتمل للرئيس السابق ترامب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وفي خطاب هجومي، عبر النجم الصاعد في المعسكر المحافظ عن ارتياحه لجعله هذه الولاية الجنوبية التي تميل أحيانا إلى اليسار وأحيانا إلى اليمين، «أرض ميعاد» للجمهوريين.
وأكد الحاكم (44 عاما) أن «المعركة بدأت للتو».
وانتخبت السكرتيرة الصحافية السابقة للبيت الأبيض، سارة ساندرز، حاكمة لولاية أركنساس، لتصبح أول امرأة تقود الولاية وأعلى مسؤول في إدارة ترامب في منصب منتخب، وفقا لوكالة «أسوشيتد برس».
وهزمت ساندرز المرشح الديموقراطي كريس جونز وفازت بمنصب حاكم الولاية التي يغلب عليها الجمهوريون، حيث لايزال الرئيس الأميركي السابق يتمتع بشعبية هناك.
لكن هذا لا يعني أن المعسكر الديموقراطي لم يحقق أي شيء، فقد انتزع من الجمهوريين المحافظين مناصــب مهمة. ففـــي ماساتشوستس، تولت مورا هيلي منصب حاكم الولاية كأول مثلية تنال هذا المنصب، وقد اتصل بها جو بايدن على الفور لتهنئتها.
ونجح حزب الرئيس الديموقراطي البالغ 79 عاما في الاحتفاظ بالسيطرة على ولاية نيويورك، حيث كان الجمهوريون يعتقدون أنهم يستطيعون الفوز على الحاكمة كايثي هوشول لكنها تمكنت من هزيمة الجمهوري لي زيلدن.
وواجـــه الجمهــــوري المسيحي اليميني المتطرف دوغ ماستريانو المقرب من ترامب والمشكك في فوز بايدن في انتخابات 2020، هزيمة كبيرة أمام الديموقراطي الوسطي جوش شابيرو الذي فاز بمنصب حاكم بنسلفانيا.
وماستريانو (58 عاما) هو واحد من أكثر السياسيين المدعومين ترامب إثارة للجدل. فهو ضابط سابق لا يخفي تعاطفه مع مجموعات مؤيدة لتفوق البيض ولمعالم تمجيد الكونفيدرالية.
وبقي يؤكد خلال عامين أن انتخابات نوفمبر 2020 «سرقت» من دونالد ترامب من الرئيس الديموقراطي جو بايدن واتهم بالمشاركة في الهجوم على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في واشنطن في 6 يناير 2021.
كما فاز المؤلف والرئيس السابق لمنظمات غير ربحية الديموقراطي ويس مور، على المرشح الجمهوري اليميني دان كوكس، ليصبح بذلك أول شخص أسود ينتخب حاكما في تاريخ ولاية ميريلاند، حسب ما ورد في تقرير «واشنطن بوست».
وسرعان ما قال مور لمؤيديه «لقد صنعت التاريخ الليلة. وأعلم أيضا أنني لم أكن أول من حاول ذلك»، مضيفا أن «التاريخ الأكثر أهمية هو التاريخ الذي سنصنعه معا، كشعب هذه الدولة، على مدار السنوات المقبلة».
الكرملين: علاقتنا مع واشنطن ستبقى «سيئة» بعد الانتخابات النصفية
شددت الرئاسة الروسية أمس على أن علاقاتها مع واشنطن ستبقى سيئة مهما كانت نتائج انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة، نافية الاتهامات لروسيا بالتدخل في الانتخابات.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، حسبما ذكرت وكالات أنباء روسية: «هذه الانتخابات في الأساس لا يمكنها أن تغير شيئا.
علاقاتنا سيئة في الوقت الراهن وستبقى كذلك». وأضاف: «إن هذه الانتخابات مهمة، لكن من ناحية أخرى أعتقد أنني لست مخطئا في القول إنه لا ينبغي المبالغة في تقدير أهميتها بالنسبة لمستقبل علاقاتنا الثنائية على المديين القصير والمتوسط».
وتأتي التعليقات بعد إعلان الاوليغارشي الروسي يفغيني بريغوجين بالتدخل في الانتخابات الأميركية.
وقال رجل الأعمال الملقب بطباخ بوتين: «لقد تدخلنا، نقوم بذلك وسنواصل القيام بذلك. بحذر ودقة، بطريقة موضعية، بطريقة خاصة بنا».
لكن بيسكوف نفى ذلك قائلا: «لقد اعتدنا (على هذه الاتهامات) لدرجة أننا لم نعد نهتم بها». وأضاف بيسكوف انه من السابق لأوانه الحديث عن إجراء حوار مع الولايات المتحدة بخصوص تمديد معاهدة نيو ستارت للحد من الأسلحة النووية.
الديموقراطي فروست أول مرشح من الجيل «زد» يفوز بمقعد في مجلس النواب
أصبح الشاب ماكسويل فروست البالغ 25 عاما أول عضو في الكونغرس الأميركي ينتمي الى الجيل «زد» مع فوزه بمقعد في مجلس النواب عن الحزب الديموقراطي.
وأعلنت الشبكات الإخبارية الأميركية فوز فروست على الجمهوري كالفين ويمبيش بعد فترة وجيزة من إغلاق صناديق الاقتراع.
وغرد فروست على تويتر «لقد فزنا»، مضيفا: «صنعنا التاريخ لسكان فلوريدا وللجيل زد ولكل شخص يؤمن بأننا نستحق مستقبلا أفضل».
والجيل «زد» يأتي بعد جيل الألفية، وهم مواليد الفترة ما بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية ويتميز أفراده بقدراتهم على استخدام التكنولوجيا والتكيف معها.
وقال المرشح لوكالة فرانس برس في أورلاندو الشهر الماضي خلال الحملة الانتخابية: «نحن بحاجة إلى هذا التمثيل في الكونغرس حتى تكون لدينا حكومة تشبه بلادنا وتشعر بما تعانيه هذه البلاد».
وحاليا الجمهوري ماديسون كوثورن الذي يبلغ 27 عاما هو أصغر عضو في الكونغرس.
سيناتور جمهوري في التاسعة والثمانين يفوز بولاية ثامنة لآيوا
فاز الجمهوري تشاك غراسلي البالغ من العمر (89 عاما) السيناتور عن ولاية آيوا منذ العام 1981، في انتخابات التجديد النصفية بمقعد في مجلس الشيوخ لولاية ثامنة، حسب قناتي «إن بي سي» و«سي بي إس».
وقد خاض منافسة هي الأكثر حدة له منذ 42 عاما في مواجهة الديموقراطي والعسكري الكبير السابق مايكل فرانكن. وسيكون تشاك غراسلي قد بلغ 95 عاما في نهاية ولايته الجديدة هذه.
وأراد هذا العضو في اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ أن يكون صوت أميركا الريفية والمزارع العائلية، وهو نفسه مزارع. وقد قام بحملة هذا العام تركزت على التضخم. وقدم له دونالد ترامب دعمه وإن اختلف معه بشأن عدد كبير من القضايا.
وقال غراسلي في تجمع انتخابي بحضور دونالد ترامب العام الماضي: «لن أكون ذكيا إذا لم أقبل الدعم من شخص لديه (تأييد) 91% من الناخبين الجمهوريين في ولاية آيوا».
وشغل غراسلي منصب الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ من 2019 إلى 2021 وكان بذلك الشخصية الثالثة في ترتيب الخلافة في حال عجز الرئيس، بعد نائب الرئيس والرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب.
وهو متزوج منذ 68 عاما وله 5 أولاد.