محمود عيسى
ذكرت مجلة ميد أن نظام «اشتر الآن وادفع لاحقا» الذي يعتبر نموذجا ثابتا ومعترفا به في الأسواق الأميركية والأسترالية والسويدية ما زال في مهده في دول مجلس التعاون الخليجي.
ولكن مع بدء مدفوعات التجزئة في هذه الدول بالتحول نحو حلول تقوم على هذا النظام الذي يعرف اختصارا بـ BNPL وهو في الواقع ليس جديدا، حيث استخدم بشكل مبكر في المتاجر الكبرى، عندما طرح تجار التجزئة خيار تقسيم المدفوعات إلى أقساط، وهو تكتيك مفيد لجذب المشترين من مختلف المراكز والميزانيات المالية واختلاف القوة الشرائية.
وأضافت المجلة انه على الصعيد العالمي، شهد نظام BNPL واحدا من أسرع معدلات النمو خلال أزمة كورونا العالمية، حيث تحول المستهلكون الى التسوق عبر الإنترنت. وأدى انعدام الأمن المالي الناجم عن الوباء إلى الحرص على توزيع التكاليف واختصار ما تمكن منها.
وبين عامي 2019 و2021، سجل سوق BNPL معدل نمو سنوي مركب بنسبة 89%، حيث ارتفع من 34 مليار دولار إلى 120 مليار دولار، وفقا لشركة غلوبل داتا المتخصصة بالأبحاث، مع تقديرات بأن يبلغ تريليون دولار بحلول عام 2030 بسبب ارتفاع الطلب من التجار والمستهلكين.
أما بالنسبة لدول المنطقة، فقد اكتسب نظام BNPL وتيرته فقط في الإمارات العربية المتحدة وفي دول مجلس التعاون الخليجي الأوسع في العامين الماضيين، بسبب عدم وجود لوائح واضحة.
ولتحديد فجوة لحل رقمنة تطبيقات الائتمان وعملية الاكتتاب، تم إطلاق نظام «كاشيو» في نهاية عام 2019 في دولة الإمارات والسعودية من قبل المؤسسين ابتسام واصف وعمار عفيف، حيث قالا إن الأسواق الأميركية مثلا معتادة تماما على نموذج «BNPL»، لكنه حتى عام 2019، لم يكن ثمة حل مصمم لهذه المنطقة. وهذه هي الطريقة التي أطلقنا من خلالها نظام كاشيو.
وأضافت واصف: «كان نهجنا في تطبيق النظام بسيطا، وهو مساعدة البنوك على تحسين عروض خدماتها من خلال دمجها مع حلول مدفوعات رقمية محددة تلغي الحاجة إلى الأعمال الورقية اليدوية المتعلقة بخطط الأقساط الحالية».
وبدأ العمل بنظام كاشيو مع الحل التجريبي المتوافق مع الشريعة الإسلامية في متاجر البيع بالتجزئة المختارة في السعودية في عام 2020، لكنها لم تصنفه كخدمة بسبب افتقارها الى القوانين المنظمة لمثل هذا النشاط.
وقالت المجلة إن التحول الرقمي كان عاملا في تغيير قواعد اللعبة في السوق، لاسيما ظهور شركات التكنولوجيا المالية، حيث انه من خلال التعاون مع مزودي التكنولوجيا المتخصصين، يتمتع تجار التجزئة والمشترين بتحكم أفضل ورؤية شفافة للعملية.
وبالنسبة للمشترين، فإن التكامل السلس مع عملية الدفع عند التسوق عبر الإنترنت تمثل تجربة خالية من المتاعب، وقد سمح هذا أيضا بالتوسع خارج قطاع التسوق بالتجزئة، حيث يمكن للمشترين اليوم استخدام تطبيقات BNPL لدفع الفواتير والاستفادة من الخدمات وحتى حجز برامج وحزم العطلات السنوية.