تسببت صعوبة الحصول على المياه النقية الصالحة للشرب في تفاقم تفشي داء الكوليرا في محافظات سورية التي تمزقها الحرب.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إنه تم تسجيل أكثر من 35 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في أنحاء سورية، وأضافت أنه تم إجراء الفحوص لما يقرب من 2500 فقط ثبتت إصابة نصفهم تقريبا بالمرض.
وقال زهير السهوي، مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة السورية، «اكتشاف حالة واحدة مثبتة بمرض الكوليرا يعني حدوث وباء».
وأضاف أن المنحنى استقر إلى حد كبير مع تباطؤ عدد الحالات الجديدة المؤكدة يوميا، قائلا «عندما نقول المنحنى متسطح، فهذا يعني عدم وجود ازدياد كبير بعدد الإصابات المثبتة. هناك عدد كبير من الحالات التي تراجع المشافي بحالات الإسهال، ولكن بعد التشخيص، لا يتم إثباتها على أنها كوليرا».
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن حالات الإصابة في سورية ترتبط بتفش هائل بدأ في أفغانستان في يونيو، امتد إلى باكستان وإيران والعراق ثم سورية ولبنان.
وتنتشر الكوليرا عادة من خلال المياه الملوثة أو الطعام أو مياه الصرف الصحي، ويمكن أن يسبب المرض إسهالا شديدا وجفافا قد يكون قاتلا إذا ترك دون علاج.
ودمرت الحرب المستعرة منذ أكثر من عشر سنوات خطوط المياه ومحطات الضخ في سورية، وترك الجفاف هذا العام مستويات مياه منخفضة بشكل خاص في نهرها الرئيسي، نهر الفرات.
وقال الطبيب نبوغ العوا، وهو اختصاصي أنف وأذن وحنجرة في دمشق، إن إلقاء النفايات الصلبة في المياه الراكدة ساهم في انتشار الوباء.
وأضاف لـ «رويترز»: «بدأت في الصيف في منطقة الفرات الذي يعاني من شح مياهه وكثير من الناس يلقون فضلاتهم بالنهر، وإذا كان النهر يجري يمكن ألا يكون لذلك تأثير كبير، لكن حينما خفت المياه بفعل حرارة الطقس بكثير بلدان من العالم، صار هناك ترسب لهذه الجراثيم أدى لانتشارها».
وتابع أنه مع اعتماد المزارعين على مياه الأنهار غير المعالجة، سرعان ما تلوثت الخضراوات وانتشر الفيروس إلى المدن، وقال ان بعض الناس يروون خضارهم بالمياه الملوثة، ومن هنا بدأت الحلقة تكبر وتتسع الى ان وصلنا لبداية الجائحة في سورية ولاتزال.
وعدلت المتاجر والمطاعم في العاصمة قوائمها لحماية عملائها. وقال ماهر، صاحب مطعم فلافل في دمشق «اوقفنا الخضراوات الورقية ولم نعد نستخدمها وهي صحة عامة».
ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية لاتزال العاصمة محمية نسبيا، حيث سجلت أعلى أعداد الإصابات في محافظة دير الزور الصحراوية الشاسعة في الشرق، والرقة وحلب في الشمال، والتي تعتمد أكثر على نهر الفرات.
وتقوم وكالات الأمم المتحدة في الغالب بنقل المياه بالشاحنات إلى المجتمعات المتضررة وصرف أقراص التعقيم.
لكن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تقول إنها لاتزال بحاجة إلى نحو تسعة ملايين دولار من المخصصات المالية لمواصلة جهودها حتى نهاية العام.