اقترب الديموقراطيون أكثر فأكثر من الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي بعد فوز مرشحهم في ولاية أريزونا، وهو ما دفع دونالد ترامب الذي يستعد لإعلان ترشيحه للبيت الأبيض في 2024، الى استحضار اتهامات التزوير وسرقة الانتخابات التي لم يتخل عنها منذ خسارته أمام الرئيس الديموقراطي جو بايدن قبل عامين.
وأعلنت شبكات تلفزيونية أميركية إعادة انتخاب السيناتور الديموقراطي رائد الفضاء السابق مارك كيلي عن ولاية أريزونا، متقدما على خصمه الجمهوري بليك ماسترز ليرتفع عدد أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين إلى 49، أي بفارق مقعد واحد لضمان الأغلبية بانتظار النتائج النهائية في ولاية نيفادا، وإجراء جولة الإعادة في ولاية جورجيا في السادس من ديسمبر المقبل.
ولم يعترف ماسترز، بهزيمته على الفور بينما كتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» أن بعض الآلات الانتخابية لم تعمل في ولاية أريزونا مما أدى إلى «عملية احتيال وتزوير انتخابي» وهي نفس الادعاءات التي اطلقها على انتخابات الرئاسة.
وقد دعا إلى «إعادة عملية الانتخاب». وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن اتصل هاتفيا بكيلي لتهنئته.
ويبدو ان هذه النتائج المخيبة للجمهوريين الذين كانوا يروجون لـ «المد الأحمر»، ولا حتى نصائح مستشاريه بالتأجيل، ستثني ترامب عن اعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة كما قال مستشاره جيسون ميلر.
وصرح ميلر لمساعد ترامب السابق ستيف بانون في مدونته الصوتية الشهيرة «وورد روم» بأن «الرئيس ترامب سيعلن الثلاثاء ترشحه للرئاسة» لتكون بذلك ثالث مرة يترشح فيها بما في ذلك هزيمته أمام بايدن في 2020.
وأبدى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين قلقهم من أن إعلان ترشح ترامب ربما يقلل فرصهم في الفوز بجولة إعادة انتخابات الشيوخ بجورجيا الشهر المقبل.
ونقلت صحيفة «ذا هيل» الأميركية، عن أحد مساعدي الحزب الجمهوري، طلب عدم الإفصاح عن هويته، قوله إن الأعضاء يخشون كذلك من أن يعاود ترامب إطلاق مزاعمه، غير المستندة لأدلة، والخاصة بحدوث تزوير واسع النطاق في انتخابات الرئاسة 2020.
كما يخشى الخبراء الاستراتيجيون الجمهوريون من أنه إذا ما تحول السباق في ولاية جورجيا يوم 6 ديسمبر بين السيناتور الديموقراطي رافائيل وارنوك والمرشح الجمهوري هيرشيل ووكر، إلى استفتاء على ترامب، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى خسارة قد تكلف الحزب فقدانه السيطرة على مجلس الشيوخ.
وبحصولهم على 211 مقعدا تقريبا، يبدو أن الجمهوريين سيتمكنون من تحقيق أغلبية ضئيلة في مجلس النواب الذي يضم 435 مقعدا.
بيد أن السيطرة على مجلس الشيوخ قد لا تتضح قبل دورة الإعادة في السادس من ديسمبر في ولاية جورجيا.
مع تعادل الحزبين بحصول كل منهما على 49 مقعدا في مجلس الشيوخ، سيحتفظ الديموقراطيون بسيطرتهم على مجلس الشيوخ بفضل الصوت المرجح لنائبة الرئيس كامالا هاريس.
من جهة أخرى، رفع ترامب دعوى قضائية أمس الأول للطعن بالاستدعاء الصادر عن لجنة مجلس النواب التي تحقق في اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير 2021، للإدلاء بشهادته.