بقلم د/ أشرف رضا
دكتوراة المناهج وطرق تدريس اللغة الانجليزية
الظاهر بيريس هو :…
الاستاذ بهاء محمد مصطفي الشايب
معلم العربي ومعلم الصف بالمرحلة الابتدائية شلقام رقم ١
كثيرا ما كنت اربط بين شخصيات الواقع، وبين تلك التي كنت أشاهدها عبر التليفاز فهناك سمات للشخصية تجعلني يجول بخاطري ويذهب العقل في التفكير متخيلا أن الاثنين واحد وهذا ما كان يسرح به الخيال منذ نعومة اظفاري دون النظر الي شي آخر فأنا أحدثك قارئي الكريم عن مجرد مرحلة خيال طفل.
فكنت أربط في خيالي بين شخصية معلمي الفاضل الاستاذ (بهاء محمد الشايب )عليه رحمات الله والذي أضاء لي طريق المعرفة بدعمه لي منذ الصغرفكان كمصباح الانارة الأول الذي أضاء لي طريق المعرفة؛ وبين فارس الدراما المصرية من وجهة نظري، فنان أتقن دوره حتى أقنعنا بكل عمل قام به الفنان (احمد عبد العزيز ).
وسبحان ربي لقد تشابها صوتا وصورة ومضمونا ورسالة. نجم التسعينيات الذي كان بالنسبه لكثير من المشاهدين مثال الجدعنه والوفاء والاخلاص والاحساس المرهف مع رجولة تمثلت في اداءه وشكله وشاربه ونبرات صوته.
كنت في الصف الرابع الابتدائي وكان مدرسي الاستاذ بهاء أول من درس لنا بعد انقضاء خدمته العسكريه عام ٩٢ وحينها كان يذاع مسلسل ( الفرسان ) قصة حياة الظاهر بيبرس ففي الصباح اقابل معلما فارسا مغوارا مخلصا لا يشق له غبار و شخصيته ذو هيبه ووقار وحضور وذكاء واحساس بالطالب وفي المساء يطيب اللقاء، حيث الجو الأسرى الذي افتقدنا بسبب التقنيات الحديثة.
نجلس امام التليفزيون اشاهدالاستاذ بهاء مرة اخري في صورة فنان لا يشق له غبار وفي صورة قلت في فننا الحديث ألقاه في مسلسل الفرسان …..
لقد أضأت لي بهاء السبيلا
وكنت تشبه فن عبد العزيز
خلقا وأدبا ومعلما جليلا
لقد أتعبت نفسك كي ترينا
بصدق ما ارتضيت لنا بديلا
فرحمات الله تتري عليك دنيا ودينا ….
ومعلمي الأستاذ الفاضل بهاء لمن لا يعرفه، والسر في أني شابهته بالفنان الرائع احمد عبد العزيز، كان يتبع استراتجيه لعب الادوار
في شرح الدرس وإن شئت فقل :إنه كان يطبق الدراما التعليمية، وهي كما تعلمون متابعي الأعزاء من أهم الاستراتيجيات التي تنمي المتعلم من جميع الجوانب المعرفية والعقليك والنفسية والجسمية والحرية، هذا لمسته من معلمي الاستاذ بهاء صغيرا ووجدت الرجل قارئا متقنا مثقفا واعيا حديثا عندما طالعت هذه الوسائل في مرحلة الدكتوراة، وكان معلمي يجعلنا نقوم بتمثيل الدرس.
ومن المواقف المضحكة
ذات يوم كان الدرس بعنوان (حمار حجا ) حيث يقوم احد الطلاب بتمثيل دور جحا ويمسك بحبل يجر حماره ويقوم سارق يسرق الحمار ويستبدله بانسان وحين يصل ينظر جحا خلفه ويقول ( اين حماري ) ولكن المضحك ان الطالب نسي فقال بصوت عالي (اين جحشي ) اي استبدل كلمة حمار بجحش وضحكنا ضحك الطفوله والبراءة حتي تدمع عيننا من الضحك الصافي غير المكدر
|
(ضحك حتي مال علي ظهره )
اعتقد اننا افتقدنا تلك الضحكه التي تميلك علي ظهرك في هذه الايام
وفي حصة العلوم
يقول لنا اخرجوا كتاب
(المعلووو…) ونحن نكملها
(مات ) فيقول مين مات ؟؟
نضحك معه ضحكة أب حنون لابنائه
وفي المساء يتفقد أصحابه
فكل يملا السكة والطريق بالضحك عند الاخ الاستاذ فضل الشايب ، ثم يختم المساء بصديقه الاستاذ مصطفي محمود وكأنهم تواعدو في الدنيا والاخره
والعمري؛ لقد كان المجتمع يومها كالبنيان المرصوص في شتى المجالات، فما ان تخرج من المدرسة محملا بجميل الأخلاق والصفات مكتسبا اياها من المعلم بعد اكتسابك للمادة العلمية، ناهيك عما تتأثر به من صفات حميدة جميلة يفتقد لها المجتمع الان اذا قارنت بين علاقة الاستاذ بزميله يومها وبين ما ترى وتشاهد عبر الجروبات والتقنيات الحديثة لهثا وراء الدينار والدراهم ولاعزاء للطلاب والعلم،
المجتمع كله يا واحده في نشر القيم والأخلاق والفضيله والعلم والحياة بسيطه من يمتلك تلفازا فكأنما حيزت له الدنيا بحزافيرها، والأم ترسل ابنتها الي جارتها والأب يرسل الابن الي جاره كي يشاهدوا الفن الراقي ولا خشية من شيء اما الان فأنت تخاف اذا ما رأيت منظرا مشين يستحي الوجه ان ينظر اليه.
وتجتمع الأسر ليشاهدوا التأثير الثاني في الحياة وهي الدراما وتبرز صورة أستاذي ضياء في ملامح النجم والفنان احمد عبد العزيز ورعان ما تتعانق أوجه الاتفاق في تحقيق المراد.
وانام نوما هادئا لا كما أرى الان بين أبنائي وأبناء احبابي وأصدقائي نومهم متقطع وان شئت فقل قل نومهم وغيروا نواميس الطبيعة فجعلوا الليل نهار والنهار ليلا ورحم الله هذا الزمن الجميل.
ثم أستقظ مبكرا وكلي شوق لمعلمي وفي يوم من الأيام سأل سؤالا وقال من يأتني بالاجابه له هديه كبيرة والسؤال متروك للغد.
كم هي عدد آيات القران الكريم ؟
ومن فرط حبي لمعلمي وعشقي له وكذلك للرياضيات اتيت بكراسه وكذلك المصحف الشريف وجلست اليوم كاملًا اسجل اواخر السور مثلا الفاتحة ٧ آيات البقرة ٢٨٦ آيه آل عمران ٢٠٠ آيه.
وهكذا حتي انهيت ١١٤ سورة ثم اجمع عدد الايات كل سورتين سويا وبعدها اجمع كل رقمين الي ان انتهيت من جمع آيات ١١٤ سورة وانجزت المهمة دون خطأ يذكر.
وفي اليوم التالي اخذ الاجابات وكانت كثيرة وكلها صحيحه وهنا ياتي دور المعلم الذكي الشاعر والعارف بكل تفاصيل طلابه فاخرج ورقتي وقال كيف عرفت الاجابه فذكرت له ما فعلته أمس فنظر الي نظرة إعجاب والجلال وانبهار وقال اجلس وأخذ يعدد اسماء الطلاب الذين اتوا بالاجابه الصحيحة ثم أعلن النتيجه وهي فوزي واهدائي الهديه وقال "الأجر علي قدر المشقة والتعب لأ أحد منكم أجهد نفسه وأتعبها ، منكم من استعان بوالديه، والاخر استعان باخيه الذي يكبره، والاخر استعان بمن عنده بالبيت، لكل واحد منكم مصدره؛ إلا هذا الطالب مشيرا إلي؛ فقد اعتمد علي نفسه فاستحق الجائزة".
جزا الله عنا من كان سببا في اسعادنا وجزا الله عنا من كان سببا في تحفيز وتشجيع ابناءه