في يوم الطفل العالمي يجب أن نتذكر الأطفال من جميع الأعمار والجنسيات الذين دفعوا بلا ذنب أثمانا غالية بسبب صراعات الحروب وفقدوا الحنان والآباء والأمهات والمأوى الآمن، والقليل منهم فقط فازوا ببعض العطف من المنظمات الدولية وأنقذتهم من تداعيات الحروب والصراعات أما الكثير، فقد تشردوا بلا مأوى وفقدوا الأوطان، بينما كان من أشعلوا الحروب مشغولين بحساب عدد ضحايا الحروب من وفيات وإعاقات وإصابات.
ويجب على العالم في هذا اليوم أن يخجل من نفسه ويحاول أن يغطي عوراته ومساوئه، فقد بلغت جرائمه في حقوق الطفل حدا يندى له الجبين، وأتمنى من كل من يحمل السلاح مهما كان عدوه أن يخجل ولو على الأقل في يوم الطفل العالمي احتراما لحق الطفل في الحياة وفي الصحة وفي التعليم وهي حقوق لم تجد من يصونها على أرض الواقع في ضوء ما نراه من حولنا وتكشف عنه المواقع وتعريه المواقف اللا إنسانية، حيث إن كيكة الطفل في يومه العالمي مخضبة بدموع الطفولة وآلامها ولا تجد من يخففون عن العديد من الأطفال في جميع أنحاء العالم وتركوا يلعقون جراح الألم بعد الحروب.
وقد يتركون طويلا بسبب القرارات التي يتخذها السياسيون بعيدا عن أبسط المبادئ الأخلاقية في حق البشرية جمعاء ذات التداعيات في الحاضر وفي المستقبل والتي تدفع أثمانها الطفولة البريئة.
بينما نحن نحتفل في 20 نوفمبر بيوم الطفل العالمي سنويا حسب قرار الأمم المتحدة المتخذ منذ عام 1954 ولكن مازالت حقوق الطفل تنتهك وعلى البشرية أن تخجل من نفسها في هذا اليوم الذي تقدم فيه لكل طفل بريء كيكة مخضبة بالدماء ومصنوعة بأيدي الساسة الذين يقودون العالم نحو الحرب والدمار.
إن هذا اليوم يعتبر مناسبة عالمية لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، ولن يكون ذلك إلا بتوفير كل احتياجات الأطفال من غذاء وملبس ومأوى آمن ورعاية صحية وتعليمية وتأمين حياة كريمة لهم فهم المستقبل للعالم بأكمله.