- قطر نالت ثقة «فيفا» لتميز ملفها باستخدام تقنيات حديثة وصديقة للبيئة لتبريد الملاعب
زكي عثمان
بعد عمل دؤوب امتد لأكثر من 12 عاما، أي ما يعادل 5000 يوم، يقف العالم الأحد المقبل الموافق 20 نوفمبر على أعتاب لحظة تاريخية طال انتظارها عندما ينطلق كأس العالم قطر 2022 بمباراة قطر والإكوادور في تمام الساعة 7 مساء بتوقيت الكويت ومن قبله حفل الافتتاح «المبهر»، كما هو متوقع، لتؤكد قطر أنها نجحت في الاختبار وبنسبة 200%.
قطر عملت على مدار تلك السنوات بلا كلل أو ملل لتؤكد للعالم أنها جديرة فعلا بتنظيم هذا الحدث الكروي «الأكبر» على مستوى المعمورة والذي سيبقى محفورا في تاريخ الرياضة الأكثر شهرة بالعالم.
«المونديال رقم 22» والذي جاء تنظيمه في 2022، سيبقى في الذاكرة، لأن ما قامت به قطر، لم تقدر عليه دولة في العالم عليه، ولمَ لا، فقد قدمت ملفا قويا للفوز بهذا التنظيم، ومن ثم قامت بإنفاق «تاريخي» بلغ أكثر من 220 مليار دولار لإعادة تأهيل الدولة بأكملها لاستقبال هذا الحدث وما يصاحبه من أفواج بشرية على مدار البطولة، مستندة في ذلك إلى أفكار غير مسبوقة في بناء ملاعبها الجديدة وتطوير كامل لبنيتها التحتية وإنشاء سلسلة من الفنادق والمشاريع الترفيهية والخدماتية.
وللأمانة، شهد ملف استضافة قطر لمونديال 2022 المرور بالعديد من المحطات التاريخية المهمة والتي ستصبح راسخة في الأذهان، من اليوم الأول الذي تم تقديم الملف وصولا ليوم 17 مارس 2009 الذي شهد الإعلان الرسمي لدولة قطر لتقديم ووضع الملف لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم لاستضافة هذا الحدث الكروي العالمي، وبعد عام ونصف العام، وتحديدا في 2 ديسمبر 2010 جاء الخبر السعيد بإعلان فوز ملف قطر بعد تنافس شرس مع 4 ملفات أخرى، ويمكن التوقف أمام مجموعة من المحطات التاريخية في هذا الحدث، وهي:
تقديم الملف في 17 مارس 2009
تقدمت قطر رسمياً لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، في 17 مارس 2009، حيث قام الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني رئيس الملف بتقديم الطلب رسميا إلى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وقتها، وذلك بمقر «فيفا» في زيوريخ بسويسرا.
الإعلان الرسمي في 2 ديسمبر 2010
خلال أمسية تاريخية تابعها العالم العربي بشغف في 2 ديسمبر 2010، تم الإعلان رسميا عن تنظيم قطر لكأس العالم 2022 بفوز كاسح في جولة التصويت الحاسمة، وذلك بحضور صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لتعم الأفراح بهذا الإنجاز القطري العربي الأول من نوعه.
الإعلان عن تصميم ملعب الجنوب 2013
أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن تصميم أول ملعب مونديالي عام 2013، كأول ملاعب كأس العالم خلال مؤتمر صحافي، وقد قامت شركة AECOM بالتعاون مع المصممة العالمية الراحلة زها حديد التي وضعت بدورها التصميم المبتكر لملعب الجنوب تحت إشراف اللجنة العليا، وتم تدشين أول ملعب مونديالي في سلسلة الملاعب التي تم تشييدها خصيصا للمونديال في العام 2019 بطاقه استيعابية 40 ألف مقعد.
19 مارس 2015 المونديال بالشتاء
من بين القرارات التاريخية التي شهدها مونديال قطر 2022، هو تغيير موعد كأس العالم المعتاد في فصل الصيف إلى فصل الشتاء، وذلك من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، اذ أعلنت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 19 مارس 2015 أن موعد مونديال 2022 بقطر سيكون رسميا خلال شهري نوفمبر وديسمبر، وقال بيان «فيفا» وقتها إن المباراة النهائية ستقام في 18 ديسمبر 2022 الذي يصادف العيد الوطني لدولة قطر.
افتتاح ملعب خليفة عام 2017
أعيد افتتاح ستاد خليفة الدولي رسميا في العام 2017 بعد عملية إعادة تطوير واسعة النطاق، وأعاد افتتاحه بحضور صاحب السمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمناسبة نهائي كأس الأمير، حيث يقع الاستاد داخل مدينة الدوحة وتتسع مدرجاته إلى 40 ألف مشجع.
يذكر أن ملعب خليفة قد أنشئ بالعام 1976 كأقدم ستاد في قطر، وقد شهد إقامة العديد من البطولات الكبرى، مثل دورة الألعاب الآسيوية في عام 2006، وكأس الأمم الآسيوية في 2007، وكأس الخليج العربي في 1976 و1992 و2004 و2019.
الكشف عن الشعار الرسمي 3 سبتمبر 2019
كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن شعار مونديال قطر 2022 في 3 سبتمبر 2019، عن شعار المونديال، حيث شاهد آلاف المتفرجين عرض الشعار على شاشات ضخمة على واجهات أبرز المعالم في قطر كبرج الدوحة، والمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، والمبنى الرئيسي لوزارة الداخلية، وسوق واقف ومشيرب وقلعة الزبارة المدرجة على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمية.
التعويذة وقرعة المونديال في 1 أبريل 2022
أقيمت قرعة كأس العالم بالدوحة، في 1 أبريل 2022، بحضور ممثلي 32 منتخبا المعنيين ببطولة كأس العالم، كما كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث والاتحاد الدولي (فيفا) عن التعويذة الرسمية لكأس العالم قطر 2022، على هامش مراسم إجراء القرعة النهائية للبطولة في الدوحة، ورمزت التعويذة المبتكرة، التي تحمل اسم «لعيب»، إلى شخصية مرحة قادمة من عالم افتراضي، واعتادت متابعة بطولات كأس العالم عبر التاريخ والتفاعل مع أبرز لحظاتها.
مميزات الملف القطري
الدوحة - فريد عبدالباقي
تميز ملف قطر 2022 باستخدام تقنيات حديثة وصديقة للبيئة لتبريد الملاعب ومناطق التدريب ومناطق المتفرجين، حيث سيكون بمقدرة اللاعبين والإداريين والجماهير التمتع ببيئة باردة ومكيفة في الهواء الطلق لا تتجاوز حرارتها 27 درجة مئوية.
كما وعد ملف قطر بالتخلي عن 170 ألف كرسي في مختلف الملاعب التي تستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة ومنحها إلى البلدان النامية.
والتعهد بإنفاق ما يصل إلى 70 مليار دولار لإنشاء وتوسيع شبكة بنية تحتية على الطراز العالمي، وبالرغم من أن معظم شبكة الطرق الموجودة بقطر تم بناؤها في السنوات الـ 10 الأخيرة، إلا أن الحكومة تعهدت بإنفاق 20 مليار دولار لتوسيع تلك الشبكة حتى 2016.
وتتضمن هذه التعهدات تشييد طرق رئيسية جديدة تربط مطار حمد الدولي الجديد بكافة المدن القطرية بالإضافة إلى طريق سريع يربطها بجارتها البحرين.
وبعد 24 ساعة فقط من فوز قطر بشرف التنظيم، عاد إلى الدوحة مساء 3 ديسمبر وفد ملف قطر برئاسة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس الملف.
وفور إعلان النتيجة وجه بلاتر التهنئة للوفد القطري الذي كان تلقى دعما كبيرا بحضور صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وحرمه الشيخة موزا بنت ناصر المسند ورئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وحظي الأبطال العائدون من زيوريخ باستقبال رسمي وشعبي وباستقبال تاريخي، حيث كان في مقدمة المستقبلين سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخ جاسم بن حمد آل ثاني ممثل سمو أمير قطر، وسمو الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني مستشار أمير قطر، وعبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة.
وكان الشيخ محمد بن حمد آل ثاني «فارس الملف» أول الخارجين من الطائرة رافعا البطاقة التي كتب عليها اسم قطر لدى إعلان رئيس «فيفا» السويسري جوزف بلاتر اسم الدولة المنظمة لكأس العالم 2022.
وقد خرجت الجماهير القطرية في مسيرات ضمت الآلاف بدأت من الصالة الأميرية بمطار الدوحة وامتدت على الكورنيش.
واستقل أبطال قطر حافلة مفتوحة أشبه بالحافلات التي تقل المنتخبات الفائزة بكأس العالم، وسارت في موكب كبير تتقدمه سيارة سمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند، وتحيط بها سيارات القطريين والمقيمين الذين رفعوا الأعلام والرايات القطرية حاملين صورا كبيرة لسمو أمير دولة قطر وهو يتسلم كأس العالم من بلاتر، كما اصطف القطريون والمقيمون على جانبي طريق الكورنيش لتحية رئيس وأعضاء اللجنة واستغل عدد من الجماهير توقف المرور تماما في شارع الكورنيش للتعبير عن فرحتهم بالرقصات الوطنية.