هادي العنزي
ترتفع التوقعات مع قرب انطلاق النسخة الـ 22 لبطولة كأس العالم لكرة القدم، بعدما استعدت قطر طوال 12 عاما لاستضافة هذا الحدث الأكبر، وقد وظفت خلالها أفضل الطاقات البشرية، ووفرت أفضل الإمكانات اللوجستية، وهيأت البنية التحتية لانطلاقة ناجحة لبطولة استثنائية، وبدورها تحضرت المنتخبات الـ 32 لمشاركة فاعلة، لتقديم صورة تتلاءم وتطلعاتها في أكبر المناسبات الكروية. «الأنباء» استطلعت رأي عدد من المدربين، لتتعرف على آرائهم وتوقعاتهم لمونديال قطر 2022، الذي يحظى بأكثر نسبة مشاهدة في العالم، وكيف سيكون التنظيم والاستضافة؟، المستويات الفنية للمنتخبات المشاركة؟، وتوقعاتهم للمنافسين على الظفر بالكأس الذهبية؟، والمسؤولية الملقاة على عاتق السواعد العربية في البطولة؟
بداية، أشاد المدرب الوطني أنور يعقوب بالعمل الجاد، والجهد الكبير الذي بذلته اللجنة المنظمة العليا للبطولة طوال السنوات الماضية، لإظهار المونديال بأفضل صورة ممكنة، وقال: «تنظيم كأس العالم في قطر محل فخر واعتزاز لنا جميعا، ونعد أنفسنا في الكويت مستضيفين للبطولة كما إخواننا في قطر تماما، وأتوقع نجاحا غير مسبوق لأهم بطولات كأس العالم، بفضل الجهود الرائعة التي قدمها ويقدمها أبناء قطر، أثمرت ملاعب عالمية المستوى، وبنية تحتية استثنائية متكاملة، وتجهيزات فندقية وغيرها من المرافق المهمة، وهذا كله يعزز من فرص النجاح التنظيمي المتوقع».
وذكر يعقوب أن كأس العالم في نسختها الأحدث لن تشهد ظهور مواهب جديدة تلفت الأنظار، مضيفا: «جميع المنتخبات جاهزة من الناحية الفنية، نظرا لكون البطولة جاءت في منتصف الموسم الكروي لأغلب دول العالم، وهي بذات الوقت تعرف بعضها جيدا، وعليه أتوقع أن تكون أغلب المواجهات تكتيكية بدرجة عالية، وغير ممتعة جماهيريا على الأعم، فيما ستكشف مواجهات الأدوار المتقدمة عن الوجه الحقيقي لجميع المنتخبات».
وأشار يعقوب إلى أن منتخبات البرازيل، وإسبانيا، وفرنسا، وبلجيكا، وإنجلترا هي الأقرب للذهاب بعيدا في المنافسة على لقب كأس العالم، فالظفر باللقب لن يذهب بعيدا عن أحد المنتخبات الكبيرة، والتي تملك كافة المقومات الفنية والبدنية والذهنية التي تؤهلها للمضي بعيدا وتحمل كافة الضغوط والتغلب على جميع العقبات وصولا إلى المباراة النهائية، وسيكون للمنتخب البلجيكي حضور مؤثر، لما يضمه من عناصر عالمية المستوى أمثال دي بروين، ولوكاكو، وهازارد، والحارس تيبي كورتوا ومن الممكن أن يكون «الحصان الأسود» في البطولة.
وفيما يتعلق بمشاركة المنتخبات العربية، قال: «من الصعوبة بمكان أن تسجل المنتخبات العربية الأربعة حضورا في الدور ثمن النهائي للبطولة لصعوبة المنافسة، ومن يتأهل إلى دور الـ 16 فسيكون قد حقق إنجازا يستحق التقدير من عشاق الكرة في الوطن العربي، ومن الممكن أن يقوم منتخبا تونس والمغرب بإحداث مفاجآت محدودة في البطولة، ونأمل كل التوفيق لممثلي الوطن العربي في المونديال».
الأفضل فنياً.. والمستويات متقاربة
من جانبه، أكد المدرب الوطني ظاهر العدواني أن مونديال قطر سيكون الأفضل فنيا وتنظيميا، وقال: «هناك عدة أسباب وراء توقع نسخة مثالية من الناحية الفنية، لعل في مقدمتها الجاهزية الفنية العالية لجميع المنتخبات المشاركة، نظرا لانطلاق البطولة في منتصف الموسم الكروي، بالإضافة إلى تقارب المستويات من الناحية الفنية، وفيما يتعلق بالناحية التنظيمية فاللجنة المنظمة في قطر تحضرت جيدا على مدى 12 عاما لاستضافة البطولة، واستضافت عددا من البطولات العالمية في السنوات الأخيرة مما يؤكد على جاهزيتها الكاملة».
ورشح العدواني منتخبات البرازيل والأرجنتين وانجلترا وفرنسا للذهاب بعيدا في مونديال قطر، مضيفا: «عادة ما تكون الفرق التي تضم أكبر عدد من المواهب المتميزة قادرة على المضي قدما في المسابقة الأهم بالعالم، وقد سجلت المنتخبات الأربعة حضورا قويا في البطولات الأخيرة لكأس العالم، ولديها عدد وافر من النجوم، وبما يؤهلها للمنافسة على كأس العالم».
وأشار العدواني إلى أن المنتخبات العربية تنتظرها مهمة صعبة، لكونها جاءت في مجموعات صعبة، وقال: «كل التوفيق للأشقاء العرب، ونأمل أن يسجلوا مشاركة مشرفة، وسيكون التأهل إلى الدور الثاني أو دور الثمانية إنجازا كبيرا لأي فريق عربي».
الجاهزية عالية
بدوره، اكد مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية الصربي بوريس بونياك أن كأس العالم سيكون مذهلا، مضيفا: «أتوقع مستويات هي الأفضل على الإطلاق، فلأول مرة، سيحضر اللاعبون مباشرة من مباريات الدوري، مما يضمن أعلى المستويات الفنية، وستكون كرة القدم كريمة مع المشاهدين، وكما هو الحال دائما، لن يتمكن سوى الأفضل فقط من الوصول إلى النهائي، وأتوقع منافسة شرسة في المجموعات، أعتقد أن الفرق ذات الخبرة ستلتقي في الأدوار النهائية مثل البرازيل والأرجنتين وألمانيا، وربما بعض المنتخبات الوطنية من البلقان، مثل صربيا وكرواتيا».
وأشار بونياك إلى أن النجوم ستتوهج في كأس العالم، نظرا لأهمية البطولة، والمجد الذي سيجنونه حال فوزهم بها، مضيفا سيكون ميسي ونيمار ومبابي حاضرين في المشهد الكروي الكبير، فهم عناصر مهمة في أنديتهم ومنتخباتهم على حد سواء، كما سيكون مودريتش وتاديتش حاضرين ولكن بتوهج أقل ربما من الثلاثة الكبار.
وقال بونياك إن المنتخبات العربية لديها طريق شاق وصعب للوصول إلى الدور الثاني في المونديال، وأرجع ذلك إلى قلة الخبرة، وعدم توافر عدد كاف من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية، مضيفا: «هناك لاعبون جيدون بلا أدنى شك، والكرة العربية تتطور وتقترب شيئا فشيئا نحو المستوى العالمي المتقدم، ودليل ذلك التواجد الدائم للفرق العربية في أهم البطولات الكروية العالمية».
الحدث الأكثر متابعة
أما مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي كاظمة زيلكو ماركوف، فأبدى تفاؤله بأن تقدم قطر نسخة استثنائية للمونديال على المستويين الفني والتنظيمي، بوجود أفضل اللاعبين وأقوى المنتخبات.
وقال: «لأول مرة تقام كأس العالم في منتصف الموسم الكروي لجميع الدوريات في العالم تقريبا، وهذه سابقة جيدة، حيث سيكون اللاعبون في أتم جاهزية، كما أن توافر إمكانية إجراء 5 تبديلات في المباراة الواحدة، وحضور تقنية الفيديو المساعد (VAR)، سيسمح بإيقاع عال طوال المباراة، ولجميع ما سبق فإننا سنكون في انتظار مباريات كبيرة رائعة، وستسهم وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الحدث الكروي الأهم إلى كل ركن في العالم».
وأبدى الصربي ماركوف دعمه الكبير لمنتخب بلاده، مبينا: «لدينا عدد غير قليل من اللاعبين الذين سبق لهم الفوز بكأس العالم (تحت 20 سنة) قبل بضع سنوات، وصربيا في مجموعة جيدة بوجود البرازيل المرشحة الأبرز في المجموعة، وهو فريق يحتاج إلى مزيد من التنظيم في الملعب، ويمكن لصربيا أن تقدم مستويات جيدة أمام منتخبي سويسرا والكاميرون، وآمل لصربيا التأهل إلى الدور الثاني، وهو أمر في المتناول».
وأكد ماركوف أن المفاجآت ستكون حاضرة في المونديال السعيدة منها والمحزنة، موضحا: أتوقع أن تتأهل إيران إلى الدور الثاني، ويبقى المنتخب البرتغالي محل تساؤل إن كان قادرا على تقديم المتوقع منه، وسيكون العقاب قاسيا لأي خطأ فردي أو تكتيكي لأي فريق، وسنشهد سرعة في الأداء وتسجيل اللاعبين لمسافات قياسية في الجري، لكون البطولة تأتي في منتصف الموسم، لافتا إلى أن الفوارق أصبحت بسيطة بين المدرستين الكرويتين اللاتينية والأوروبية، لكون أغلب لاعبي أميركا الجنوبية يلعبون في أفضل الدوريات الأوروبية، كما أتوقع أن يكون نهائي كأس العالم «كلاسيكو لاتيني خالص» بمواجهة تجمع البرازيل والأرجنتين.