يقول أحد خبراء إدارة الأزمات «إن لم تكن لدينا خطط لمواجهة الأزمات فإن الأزمات سوف تنهي نفسها بالطريقة التي تريدها هي لا بالطريقة التي نريدها نحن».
يعد التخطيط من أهم المهام الموكلة إلى فريق عمل إدارة الأزمات، حيث يمثل رأس الحراب في مواجهة التحديات والمستوى العالي من الجاهزية في المستقبل، فمن هنا يتبين لنا الفرق الشاسع بين «الإدارة» السبّاقة المبادرة المعتمدة على التخطيط قبل حدوث الأزمات، و«الإدارة» النائمة في العسل التي تنتظر وقوع الأزمات لتتعامل معها بمنطق رد الفعل العشوائي.
لنضرب مثالاً على أزمة تجمع مياه الأمطار التي تسببت في شل حركة سير المركبات كانت دائما مضرب سؤال: هل هي أزمة أم سوء إدارة؟
نقول وبالله التوفيق، هذه تسمى «الأزمة المتكررة»، وهي أحد أنواع الأزمات التي تأتي بشكل دوري، ووقتها معروف لدى مرصد التنبؤات لأحوال الطقس والتي تجيب عن سؤالين «متى وكيف»، متى ستكون وكيف تكون؟، فمن هنا يتم وضع التدابير الاستباقية للتعامل الفاعل معها في حالة وقوعها، وذلك للتقليل من سلبياته وجعلها في الحد الأدنى، حيث يمثل التنبؤ بالأزمات قبل وقوعها أحد أهم جوانب الإدارة الناجحة، وتسمى «الأزمة المدارة» التي تكون بإدارة واعية متنبهة لبوادر وعلامات الخطر المبكر، والمستعدة للعمل بسرعة من أجل حصر الضرر في أضيق الحدود وبالرغم من صعوبة التنبؤ بدقة بنقطة بداية الأزمة، إلا أنه مع الإدارة الواعية يمكن توقع النهاية والحل، وكلما كان التبكير في التدخل كلما قلت المعاناة، وهذا يتمثل بفريق عمل من ذوي العقول النيرة الذين يتمتعون بالحصافة والدراية في تحديدهم للمهمة والأهداف للخطة الإستراتيجية.
أما إذا لم نستفد من الدروس المستفادة السابقة التي تأتينا من كل عام من أزمة أمطار والتعلم منها والتقليل من حدتها ووطأتها، فإنها ستتطور من مشكلة إلى كارثة حيث لا تعتبر أزمة ولكن تعتبر «سوء إدارة»، وتسمى الأزمة «غير المدارة»، فيكون فيها عدم الأداء وإيقاعها بطيء وغير فاعل وتقود كل أزمة إلى أزمة أخرى نتيجة إهمال علاج المشكلات، وفي هذه الحال لابد من تغيير قيادات التنظيم المؤسسي ونطبق مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب.. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]