تبدأ جمهورية كازاخستان مرحلة مهمة في مسيرتها نحو التطور الديموقراطي.
وعلى الرغم من إجراء الانتخابات في بلادنا بشكل مستمر منذ الاستقلال عام 1991 إلا أن الانتخابات الرئاسية القادمة التي ستجري في 20 نوفمبر 2022 تعتبر إحدى المحطات المهمة والتي ستحدد ملامح السياسة الديموقراطية في كازاخستان وتضع خارطة طريق لمستقبلها.
ويعتبر عام 2022 الأكثر أهمية والأكثر عصفا في تاريخنا المعاصر، حيث شهدت بدايته وتحديدا شهر يناير الماضي محاولة انقلاب فاشلة تسببت في حالة من عدم الاستقرار زعزعت أمن بلدنا بأحداث مأساوية صاحبتها آثار اقتصادية صعبة مباشرة وغير مباشرة خصوصا ان النزاع في أوكرانيا بدأ بعد أكثر من شهر من تلك الأحداث، إلا أن كازاخستان وقيادتها المستنيرة تمكنت من تجاوز الصعوبات وبدأت صفحة جديدة في تاريخها المعاصر وخطت خطوات نحو التطور السياسي، ففي مارس الماضي اقترح الرئيس قاسم جومارت توكاييف إجراء التعديلات الدستورية التي تهدف إلى تغيير نموذج الدولة وصيغة الحكومة لبلدنا من خلال تقليص صلاحيات الرئيس وتعزيز دور البرلمان وزيادة مشاركة المواطنين في العملية السياسية وتعزيز حماية حقوق الإنسان.
وبالفعل صوت 77% من مواطنينا لصالح هذه التعديلات الدستورية أثناء الاستفتاء الذي جرى في نوفمبر الجاري. لقد كان ذلك أبلغ دليل على إرادة والتزام كازاخستان بمبادئ العادلة والديموقراطية والحرص على تفعيل دور المواطنين في اتخاذ القرارات الحكومية وزيادة مشاركتهم الفعالة.
وبفضل الرغبة الواعية لشعبنا في التطور الديموقراطي أصبحت بلادنا احد رواد الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين جمهوريات ما بعد الاتحاد السوفييتي. إن تنفيذ الإصلاحات المحددة وفق جدولها الزمني قد ساعد شعبنا على الوقوف بثبات وتحديد رؤيته نحو مستقبل مشرق.
إن مبادراتنا الاقتصادية تهدف إلى تنويع اقتصاد كازاخستان وإلغاء الاحتكار وضمان التوزيع العادل للدخل القومي. من المهم أن نشير إلى أنه بناء على اقتراح الرئيس قاسم جومارت توكاييف تم تخفيض فترة الرئاسة من فترتين مدة كل منهما خمس سنوات إلى فترة واحدة ومدتها 7 سنوات دون إمكانية إعادة الانتخاب. إن هذه المبادرة ستقضي على مخاطر السلطة وتقوي المبادئ الرئيسية للديموقراطية.
وأخذا في الاعتبار هذه التعديلات والإصلاحات الدستورية المهمة قرر الرئيس الحالي توكاييف في شهر سبتمبر الماضي الحصول على تأكيد ديموقراطي لولايته من أجل تنفيذ التغييرات الجذرية في كازاخستان على مدى السنوات الـ 7 المقبلة. إن بلادنا تتغير بوتيرة سريعة ومتعاظمة ومن المهم أن يكون لمواطنينا الرأي في التطور المستقبلي للبلاد.
ستوفر الانتخابات التي ستجري في 20 نوفمبر 2022 فرصة لدراسة ومراجعة ما تم إنجازه خلال السنوات الـ 3 الماضية لرئاسة قاسم جومارت توكاييف وقياس مدى موافقة الناس على رؤية كازاخستان العادلة.
وجدير بالذكر أن هذه الانتخابات ستكون الأكثر تنوعا في تاريخ بلادنا، حيث سيشارك فيها 6 مرشحين بمن في ذلك ممثلو المعارضة، وهذا سيمنح الناخبين خيارات واسعة. كما أن هذه الانتخابات تشهد مشاركة نسائية فاعلة، حيث ترشحت امرأتان على منصب الرئيس لأول مرة في تاريخ كازاخستان. على مدى السنوات الطويلة قامت كازاخستان بخطوات ملموسة لضمان المساواة بين الجنسين وزيادة دور المرأة في الأعمال التجارية والسياسية ونحن الآن نحصد ثمار تلك الجهود.
ستتم إجراءات الترشح على منصب رئاسة الجمهورية بطريقة منفتحة وعادلة، على سبيل المثال يجب على كل المرشحين الحصول على توقيعات من 1% من إجمالي عدد الناخبين المسجلين في الجمهورية - يعني نحو 118 ألف شخص. جدير بالإشارة إلى أن 6 مرشحين يمثلون سياسات وتوجهات مختلفة قد حصلوا على دعم العديد من المواطنين، وهذا الدليل الواضح على عمل الديموقراطية في كازاخستان.
من المهم جدا أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وعادلة، فلا يخفى على أحد أن منطقتنا مازالت تطور آلياتها الديموقراطية اللازمة لضمان الانتخابات المفتوحة بشكل عام. على كل حال انا على يقين أن كازاخستان قادرة على إثبات نفسها بنجاح باهر للعرس الديموقراطي يتجاوز كافة التوقعات، حيث وعد الرئيس قاسم جومارت توكاييف بأن الانتخابات ستجري بنزاهة وعلنية وبمشاركة واسعة من المراقبين المحليين والدوليين. إن الانتخابات السابقة في جمهورية كازاخستان جرت تحت إشراف مكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والعديد من المنظمات الدولية الأخرى. كازاخستان مستعدة لاستقبال المراقبين الدوليين أثناء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ولفت إلى أنه بالرغم من التحديات الجيوسياسية العالمية الكبرى فإن التصويت القادم ليس فقط لجمهورية كازاخستان ولكن كذلك للمجتمع الدولي.
إن كازاختستان كدولة تقع بين آسيا وأوروبا تلعب دورا رئيسيا في تسهيل التجارة بين المنطقتين.
نحن على أتم استعداد للمساهمة في حل النزاع في أوكرانيا بالطرق السلمية مستغلين علاقتنا الودية مع جميع أطراف النزاع.
من وجهة اقتصادية، تعمل حكومتنا بنشاط على تحسين مناخ الاستثمار في كازاخستان ومن أجل جذب الاستثمار الأجنبية المباشرة حيث نسعى لنكون الدولة الأولى في المنطقة في هذا المجال.
وإننا على يقين أن حكومتنا ستواصل هذا المسار بعد تنصيب الرئيس الجديد للبلاد.
شعب كازاخستان أسس على مدى الثلاثين عاما مجتمعا مستقرا ومزدهرا وشاملا. وستساعد الممارسة الديموقراطية السليمة من خلال التصويت الشعبي على تعزيز الإنجازات التي تم تحقيقها في جمهورية كازاخستان.
إنني على ثقة تامة بأنه بعد انتخاب رئيس جديد سنواصل تطوير العلاقات الوثيقة بين جمهورية كازاخستان والكويت والتي بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل حيث يجمعنا العديد من القواسم المشتركة، لعل أبرزها احترام القانون الدولي والمبادئ العامة للأمم المتحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فضلا عن الإيمان التام بالحلول الديبلوماسية وبالحوار كأداة فعالة في حل النزاعات.