علي إبراهيم
لليوم الثاني على التوالي، استمرت فعاليات المؤتمر الافتراضي العالمي الثالث لدعم منظومة الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي، الذي يقام تحت رعاية وكيلة وزارة المالية أسيل المنيفي، وتنظمه د.هنادي المباركي رئيسة المؤتمر والمؤسسة لشركة إيكوسيستم للاستشارات الاقتصادية، وسط مشاركة واسعة من الشخصيات الكويتية والخليجية والعربية والعالمية، الذين تطرقوا إلى سياسات واستراتيجيات الابتكار وأدواتها لرسم ملامح المستقبل.
وقالت وزيرة التربية السابقة د.موضي الحمود إن المؤتمر يعد من أهم المبادرات الخليجية المميزة في مجال الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال، إذ يعقد بمشاركة فاعلة من نخبة خليجية وعالمية من خبراء الابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومن أصحاب القرار ومن المهتمين والعاملين في المؤسسات الأكاديمية والتمويلية والقطاع الحكومي والخاص خليجيا وعربيا وعالميا.
وذكرت أن من أهم أهداف استراتيجية الكويت 2035، التحول من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الرقمي، مطالبة مؤسسات التعليم العالي وخاصة الجامعات بأن ترعى هذا التحول وتكون إحدى أدواته، وذلك بأن تكون مؤسسات وجامعات تعليمية من الجيل الرابع راعية لثقافة الابتكار وتفعيل آليات عملية تضمن تدفقا مستمرا للاستراتيجيات والأدوات الابتكارية لرسم ملامح المستقبل نحو التحول الرقمي المنشود والذي تصبو إليه الدول لما له من أثر مباشر على الاقتصاد المحلي والعالمي وخلق فرص عمل جديدة وزيادة معدل نمو الشركات في السوق، ليصبح المناخ الاقتصادي العام مبنيا على أسس التقنيات التكنولوجية الحديثة ومواجهة كل المتغيرات العالمية وبأساليب حديثة.
من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة القبس، وليد النصف: إن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا، ففي عالم اليوم أصبحت أنظمته إحدى أهم الركائز التي لا يمكن الاستغناء عنها في معظم الأنظمة التي تدير المصانع، أو المرافق العامة، ولهذا تبرز تحديات جديدة من أهمها كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من تلك الأنظمة، بحيث تكون مفيدة بالفعل، وليست مجرد أنظمة يتم تشغيلها دون دراية.
وأضاف: «في جريدة القبس نعتمد على أنواع مختلفة من الذكاء الاصطناعي في نظام النشر، وساعدنا مفهوم الابتكار بالانتقال من جريدة القبس المطبوعة إلى مؤسسة القبس الإعلامية التي أوجدت مفاهيم إعلامية جديدة في المنطقة العربية، وربما في العالم بأسره».
وأشار إلى أن القبس تميزت عن كثير من صحف العالم بتقديم برامج خاصة في تطبيق كلوب هاوس، وكان من ضمن ذلك استضافة السفيرة الأميركية السابقة في الكويت، وقيام وزارة الخارجية الأميركية باعتماد الأسلوب الذي قدمت به القبس هذه المقابلة ليعمم على كل المقابلات التي تجرى عبر التطبيقات السمعية.
من جانبه، قال وكيل الوزارة المساعد في الهيئة العامة للشباب مشعل السبيعي: نتابع ونساند كل الفعاليات والمؤتمرات التي تستهدف تمكين وتنمية المهارات الشبابية بمختلف المجالات، كما دأبت الهيئة منذ إنشائها على النهوض بالشباب وبدورهم الإيجابي الفعال من أجل الإسهام في نماء وازدهار المجتمع الكويتي، وفق غايات وأهداف وسياسة عمل إيجابية تنموية فعالة، تسهم في توفير مساحات آمنة بالتنسيق والشراكة مع الجهات المختصة نستثمر من خلالها في طاقات شبابنا المبدع والمتميز بالإضافة إلى تعزيز قدراتهم وتأهيلهم نحو سوق العمل وريادة الأعمال في إطار بيئة محفزة تذلل كل العقبات والتحديدات التي قد تواجههم.
وتطرق إلى مشروع المبادر المحترف المدرج ضمن الخطة الإنمائية وبرنامج الحكومة للأعوام 2021 /2025 والذي يأتي مستهدفا لتمكين الشباب الكويتي وتأهيلهم عمليا في مختلف التخصصات العلمية والمهنية ليصبحوا روادا للأعمال وفق احتياجات سوق العمل.
ولفت السبيعي إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن إطار عملي وتنفيذي لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وتنفيذ خطة الكويت للتنمية 2035 وما تضمنته من الاهتمام بفئة الشباب واحتوائهم وتعزيز وصقل قدراتهم بمختلف المجالات لخدمة وطنهم.
بدوره، قال نائب مساعد المدير لشؤون الريادة والمستقبل بالإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، العقيد عبدالصمد سليمان: «قدمت الإمارات نموذجا ملهما للحكومات إذ أطلقت استراتيجية الذكاء الاصطناعي واستراتيجية البلوك جين، وركزت توجيهات القيادة دائما على تأسيس وتطوير منظومة الابتكار بما يتناسب مع المتغيرات باستخدام الأدوات والاستراتيجيات الفعالة لدعم المواهب وتحقيق جودة الحياة في مختلف المجالات».
وذكر أن الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي تعمل بشكل مستمر على حصر وتحليل التوجهات المستقبلية وتأثيرها على العمليات الرئيسية والمساندة في الجهة، وابتكار مشاريع مميزة تسهم في تحسين الأداء، يدير هذه العملية فريق من الكفاءات الوطنية المتخصصة.
من جهته، قال رئيس المجلس العربي للإبداع والابتكار، د.محمد السريحي، نعيش بعصر مليء بالمؤثرات والمتغيرات المتسارعة التي غيرت معالم العالم الواقعي الذي عرفناه وألفناه إلى عالم افتراضي كنا نتخيله سابقا، والآن نتعايش معه ولنتمكن من التعايش النموذجي لابد أن يكون هناك تزامن يواكب هذا التغير العظيم وتعديل العديد من الثوابت التي تعود عليها المورد البشري الذي يعد صانع هذه الطفرة العلمية منها تغيير بالمعارف والعلوم والأنظمة المستخدمة وتسريع تحديث المنظمات.
من جهته، قال الأمين العام في الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، د.أشرف عبدالعزيز، إن المؤتمر يؤسس للبرامج التي ستسهم في تحقيق التنمية المستدامة والبيئة في البلدان العربية، مبينا أن الجهود عندما تتحد تصنع المستحيل وتحقق الصعب وأن اجتماع هذه الكفاءات ما هو إلا دليل على الرغبة الأكيدة في تجاوز كل العقبات.
محمد الحسيني: «الأنباء» تتيح مناخ عمل يرحب بالابتكار لتقديم تجربة مفيدة وثرية لجمهورنا
قال مدير التحرير الزميل محمد بسام الحسيـنــي، فـــي كلمة ألقاها نيابة عن رئيس تحرير جـريــدة «الأنبـــاء»، الزميل يوســف خــالد المرزوق: «وسط عالم تشتد فيه المتغيرات الجيــوسيـــاسيـــة وتتــصـــارع فيــه الشعوب على موارد طبيعـيــة سمتـــها الأساسية النضوب عاجلاً أو آجلاً، يظل «الابتكار» مورداً لا ينضب ولا يستهلك، ما يجعله ثروة حقيقية تستحق الالتفات إليها بدعمها وتنميتها لتثري حياة الشعوب بحلول جديدة تسهل من أمورهم الحياتية كافة، لتحقق الرفاه للجميع».
وزاد: «خلال العقود الأخيرة، شهد الاقتصاد العالمي تغيرات كثيرة، بل باتت الكيانات الاقتصادية القائمة على المعرفة هي الأكثر نموا والأعلى إثراء للحياة اليومية لجميع البشر، وكذلك الأعلى تحقيقا للإيرادات والأرباح، إذ تبنى على «المعرفة» التي تعد في حد ذاتها المورد الرئيسي الذي يرتكز عليه «الابتكار»».
وأكد أنه مع التحول المتسارع في الاقتصاد العالمي، والذي أصبح معه «الابتكار» محوراً رئيسياً في صناعة الكيانات الاقتصادية العملاقة خلال العقود الأخيرة، بات من الضروري أن نلتفت إليه لإضافة قيمة أكبر لحياتنا على جميع الأصعدة، ورفع معدلات النمو دون التقيد بآليات الاقتصاد التقليدي، لننطلق إلى فضاء أوسع من الأنشطة التي تثري حياتنا يوماً بعد الآخر.
وأشار إلى أنه نحو تحقيق ذلك، أدركت دول الخليج مبكراً، ومن بينها الكويت، أهمية وجود بيئة داعمة لـ «الابتكار» فبدأت خطوات فعالة لدعم عمليات التحول الرقمي التي تعد ركيزة أساسية في توفير بيئة مشجعة للمبتكرين، ناهيك عن دور القطاع الخاص الذي شهد تحولات كبيرة في هذا النطاق، إذ عقدت العديد من الصفقات الاقتصادية الكبرى المبنية على أنشطة جاء تميزها ونموها بالارتكاز على تطور المعرفة والابتكار.
وختم قائلا: «في جريدة «الأنباء»، نولي مفهوم «الابتكار» أولوية قصوى في عملياتنا اليومية، بالارتكاز على عمليات التحول الرقمي التي تشهدها الجريدة بشكل دائم، إذ كنا سبّاقين في طرح العديد من المنتجات التي تتماشى مع التطور المتلاحق في صناعة الإعلام الرقمي، فيما تتيح «الأنباء» مناخ عمل يرحب بكل ما هو جديد من أفكار مبتكرة يقدمها الزملاء وتدرج في خطط عملنا، لتقديم تجربة مفيدة وثرية لجمهورنا».
مناف المنيفي: التحول لمزود خدمة يحمله العملاء في جيوبهم.. سبيل البنوك للمضي قدماً
قال رئيس التخطيط الاستراتيجي والمتابعة في بنك برقان، مناف المنيفي، إن عدم القدرة على التكيف في هذه الأوقات سيجعل أي بنك يتوقف عن الوجود في غضون السنوات الـ 5 المقبلة، لذلك، فإن السبيل الوحيد للمضي قدما بالنسبة للبنوك هو التكيف لتصبح رشيقة بما يكفي لاستيعاب التحول في الخدمات المصرفية من هياكل المباني السميكة، إلى مزود خدمة يمكن للعملاء حمله في جيوبهم، مع الحفاظ على الثقة نفسها في أمن الخزائن التقليدية غير القابلة للنقل.
وزاد: «لا تحتاج كل منظمة إلى تغيير نموذجها ولكن إلى تبني القدرة على التفكير مثل المنصة، التي تعد نموذج أعمال يخلق نظاما بيئيا يعزز القيمة المشتركة بدلا من علاقات المعاملات.
مع الاختلاف الرئيسي عن نموذج الموزع الخالص، حيث تصبح المنظمة الرابط الفعلي بين البائعين والمشترين للمعاملة، يعمل نموذج المنصة وسيطا مع الانتماء إلى البائعين والمشترين لإجراء معاملة مباشرة بين الطرفين».
ولفت إلى أن توصل المؤسسة إلى إدراك ما يحتاجون إلى القيام به لتمكين العملاء وإضافة قيمة إلى علامتهم التجارية، لا يمكن أن يحدث إلا من خلال تكييف التفكير مثل النظام الأساسي والتوسع في كيفية حل احتياجات العملاء قبل السماح للمنافسة بالتسلل والاستيلاء على حصة في السوق.