يعد الخمول البدني وتداعياته على الصحة أحد عوامل الخطورة للإصابة بالأمراض المزمنة غير المعدية مثل السكري وأمراض القلب والسرطان وقد شد انتباهي في أحد التقارير المنشورة على موقع منظمة الصحة العالمية عن الكويت أن المؤشرات تدق ناقوس الخطر ويجب أن تكون منطلقا لبرنامج وطني شامل متعدد المحاور لتشجيع النشاط البدني وتطبيق استراتيجية حديثة في هذا الصدد محددة الأهداف والغايات. وإنني أدعو إلى الاهتمام بالنشاط البدني سواء من الوزارات أو مؤسسات المجتمع المدني أو القطاع الخاص لحماية الجميع من الأمراض المزمنة غير المعدية ومن ثم تخفيف العبء الاقتصادي على الدولة.
ولا ننسى البيئة المدرسية، حيث تتحمل وزارة التربية مسؤوليات تنموية وصحية من حيث النشاط المدرسي والتوعية الصحية المبنية على الحقائق العلمية والدراسات وحماية الطلبة من التسويق غير المسؤول لأغذية الأطفال والمراهقين وهي مسؤوليات لا تقل أهمية عن جودة التعليم في أجواء مدرسية معززة للصحة من أجل أجيال أصحاء لا يتحملون أعباء الخمول البدني والسمنة وزيادة الوزن والتدخين وما يترتب عليها من أمراض مزمنة.
ويجب التصدي للخمول البدني بالسرعة الممكنة في ضوء مؤشرات معدلات الانتشار الموثقة بالتقارير المنشورة على موقع منظمة الصحة العالمية حيث كان أحدثها للكويت في عام 2016. إن الألم هو أن مثل تلك التقارير تضل الطريق وتذهب في غيابات الجب والنسيان بدلا من أن يتلقفها المتخصصون، أما الأمل فهو أن تصل الرسالة إلى من يتحملون المسؤولية وأقسموا على تحملها بأمانة وإخلاص وشرف من أجل تنمية شاملة محركها الرئيسي هو الصحة والعافية وفقا للهدف الثالث من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ومن الملفت والجدير بالحديث عنه هو صدور قرارات جديدة من اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط في اجتماعها الأخير رقم 69 المنعقد في القاهرة وهي قرارات تحث الدول الأعضاء على وضع نظم وخطط لتعزيز الصحة من بينها تشجيع النشاط البدني للتصدي لعوامل الخطورة للأمراض المزمنة وهو التزام تنموي يجب أن تلتزم به الدول من خلال خطط متكاملة متعددة التخصصات والمحاور. ويحدث الخمول البدني بسبب الجلوس لفترات طويلة ومتواصلة ودون حركة وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وزيادة الوزن والسمنة وكذلك قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والألزهايمر ويزيد فرص تطور سرطان الرئة والحل الوحيد لتفادي كل هذه الأمور هو النشاط البدني والحركة المستمرة. ويجب أن يعمل الجميع كل في موقعه لتشجيع النشاط البدني ومحاربة الخمول البدني لحماية أفراد المجتمع من الأمراض المزمنة غير المعدية.