قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.جنان الحربي إن الذبابة الخضراء ذات اللون الساطع، التي تعرف بذبابة الجيف أو المقابر، تحمل ذكرى مؤلمة للشعب الكويتي، على الرغم من أنها أحيانا ما يستعان بها في بعض القضايا.
وأضافت الحربي في تصريح لـ «الأنباء»: تمتلك تلك الذبابة حاسة شم قوية، حيث تشتم رائحة الجثث والدم من مسافة تزيد عن 4 كلم وبسرعة خاطفة، ويستخدمها علماء التشريح الجنائي في الاستدلال على مواضع الجثث المخفية. كما تعتبر من المرممات التي تعيش على لحوم الجثث ومخلفات الحيوانات وجروح الإنسان الدامية.
وأوضحت أن هذه الحشرة مكروهة لأنها تحمل ذكرى مؤلمة وقاسية وحزينة لأهل الكويت الذين استيقظوا في الصباح الباكر ليفاجأوا بغزو عراقي على الكويت في الخميس الأسود 2 أغسطس عام 1990. لم يعتد أهل الكويت على رؤية هذه الذبابة في السابق بأعداد كبيرة، ولكنها انتشرت بشكل غير محبب أثناء الغزو، وأثارت الطفرة العددية لها استياء الناس حينها حيث انتشرت في أغلب مناطق الكويت ودخلت البيوت عنوة، ويعزى ذلك إلى انتشار القمامة بكم كبير إلى جانب اتلاف الجيش العراقي محطات الصرف الصحي ومكبات النفايات مما جعل أغلب مناطق الكويت بيئة مواتية لانتشار تلك الحشرة بالتحديد.
وتابعت الحربي: بمجرد مشاهدة هذه الحشرة يستذكر الكويتيون الصامدون العنف الإجرامي ورائحة دماء القتلى والجثث المتعفنة وكيف كانت تلك الحشرة تتجمع عليها. فهي معروفة باسم حشرة الجرائم، فرؤيتها تجلب ذكرى جريمة الخميس الأسود الذي سيظل يتراءى أمام أعينهم ولا يفارق مخيلتهم مدى الحياة.
وأضافت: إلى يومنا هذا، حشرة الجيف نجدها تنتشر بكثرة في منطقة كبد وفى مزارع تربية المواشي والمسالخ وأماكن رمي القمامة والأوساخ. فانتشارها في تلك الأماكن إنذار بخطورتها وقدرتها على تحمل الظروف البيئية الصعبة، ولا توجد وسيلة لمواجهتها حتى الآن خاصة أن طرق الحماية الطبيعية من الذباب المعروف بآكلات اللحوم لم تعد موجودة. فيجب أن تحرص البلدية على إزالة النفايات ووضع حاويات أكبر مما هو موجود حاليا وتفريغها يوميا وتنصب أيضا كاميرات لمراقبة ومحاسبة المخالفين.
وتابعت: لذلك يجب أن تبعد هذه الذبابة القذرة من المنازل، وأن تبذل العناية الكبيرة لحفظ الطعام بعيدا عنها. ويجب أن يحكم غطاء القمامة لأنها تتكاثر فيها واضعة آلاف البيض في غضون أيام.
وختمت بالقول: بالرغم مما تحمله هذه الذبابة من مضار إلا ان لها فوائد حيث استخدمت قديما في علاج الجروح. ومع تقدم التكنولوجيا، صنعت شركات عالمية في المانيا وتركيا أكياسا تعرف بـ«البيوباق» التي تحتوي على يرقاتها المستزرعة للاستخدام في علاج غرغرينا وجروح مرضى السكري.