عقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي ورئيس كوريا الجنوبية يون سيوك يول مباحثات رسمية بالمقر الرئاسي في العاصمة سيئول أمس، في ثاني محطات جولته الآسيوية بعد إندونيسيا التي قدم منها عقب مشاركته في قمة قادة دول مجموعة العشرين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن الأمير محمد بن سلمان ألقى خلال جلسة المباحثات التي حضرها وفدا البلدين كلمة قال فيها: «يسرني أن أكون مجددا في جمهورية كوريا وأن نلتقي بفخامتكم ويطيب لنا أن ننقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتمنياته لحكومتكم وللشعب الكوري الصديق المزيد من التقدم والرقي، ويطيب لنا أن نتقدم بالشكر الجزيل على الدعوة الكريمة وعلى ما لقيناه من حفاوة استقبال وكرم ضيافة».
واضاف:«تأتي هذه الزيارة لبلدكم الصديق تزامنا مع مرور 60 عاما على إنشاء العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا بما يؤكد رغبة بلدينا في الاستمرار في ترسيخ أسس هذه العلاقة التاريخية والعمل على استكمال الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون في جميع المجالات واخذا في الاعتبار ما يتركز عليه بلدانا الصديقان من ثقل سياسي واقتصادي وإقليمي ودولي وعضوية بلدينا في مجموعة العشرين فإننا نسعى إلى تكثيف العمل المشترك لمواجهة كل ما يهدد الأمن والسلم الدوليين ويؤثر على أمن الطاقة وسلامة سلاسل الإمداد».
واكد ولي العهد السعودي أن: «العلاقة بين المملكة وجمهورية كوريا شهدت تطورا كبيرا خلال العقود الستة الماضية نتج عنها شراكة استراتيجية مثمرة للبلدين، ومن أجل المحافظة على مكتسبات هذا العلاقة، فإننا حرصنا دائما على تكثيف التشاور والتنسيق مع بلدكم الصديق بما يحقق التطلعات الاقتصادية الطموحة وبناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يشهدها عالمنا اليوم، وفي هذا الصدد نشير إلى التعاون الوثيق ضمن إطار الرؤية السعودية - الكورية 2030 ونشيد بما تم خلالها، كما نتابع باهتمام كبير منجزات اللجان المشتركة بين بلدينا، ونتطلع إلى رفع وتيرة التنسيق الاستثماري وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ونؤكد على أهمية الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة والمتاحة للتعاون بين بلدينا، ونشيد في هذا السياق بالنمو الإيجابي في السنوات الماضية لمعدلات التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا، أكرر شكرنا وتقديرنا لفخامتكم على حرصكم على الارتقاء في العلاقة بين البلدين الصديقين».
من جهته، أكد الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول، في كلمته خلال جلسة المباحثات الرسمية مع ولي العهد السعودي الحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد، مشيرا إلى أن المملكة تفخر بمستقبل جديد من خلال تنفيذ رؤية المملكة 2030 بقيادة سمو ولي العهد، ومتطلعا إلى توسيع وتطوير التعاون الثنائي والاستثمار في مجالات النمو الجديدة والمشاريع الضخمة مثل نيوم والصناعات الدفاعية والطاقة المستقبلية مثل الهيدروجين والثقافة والسياحة.
وأعرب عن «التطلع إلى الاستمرار والتواصل الوثيق مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومع سمو ولي العهد من أجل التعاون لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين».
وقد جرى خلال جلسة المباحـثــات الـرسـمـيــة، استعراض أوجه العلاقات السعودية - الكورية في مختلف المجالات خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، إلى جانب بحث تطورات الأوضـــاع، وعــــدد مـــن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وفي سياق متصل، التقى الأمير محمد بن سلمان بمقر إقامته في سيئول، مجموعة من رؤساء الشركات الكورية.
وجرى خلال اللقاء استعراض فرص الاستثمار الواعدة بالمملكة في مختلف المجالات خاصة في قطاعات الطـاقـــة والتـكـنــولوجيا والصناعة والتشييد والمدن الذكية، بحسب ما أوردت وكالة «واس».
وإثر مغادرة سموه سيئول، بعث ولي العهد السعودي، ببرقية شكر، للرئيس الكوري الجنوبي، قال فيها إن المباحثات التي أجراها الجانبان خلال الزيارة أكدت على متانة العلاقات بين البلدين، والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون بينهما في المجالات كافة وبما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.
هذا، وقال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، إنه تم توقيع 26 اتفاقية بقيمة 29 مليار دولار على هامش زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية.
وأكد وزير الاستثمار السعودي أن مشروع شركة «أرامكو» في كوريا الجنوبية، يأتي متوافقا مع توجهات رؤية المملكة 2030، والتي تتضمن تحول السعودية من استخدام إنتاجها من النفط والغاز إلى مواد مستدامة.
من جهتها، قالت «أرامكو» إنها تخطط للاستثمار في مشروع بقيمة سبعة مليارات دولار لإنتاج البتروكيماويات من النفط الخام من خلال شركة تكرير «إس-أويل» التابعة لها في مدينة أولسان الساحلية بكوريا الجنوبية.
وذكرت الشركة في بيان أن المشروع، الذي يحمل اسم«شاهين»، هو أكبر استثمار للشركة السعودية في كوريا الجنوبية، وسيمثل أول استخدام تجاري لتكنولوجيا أرامكو ولوموس لإنتاج الكيماويات من الخام.