سيناريو بات يتكرر كل عام مع دخول فصل الشتاء في ظل غياب أي حلول توفر لملايين النازحين السوريين ما يقيهم البرد ويحمي خيمهم من الانهيار. وليس الحال هذا الشتاء بأفضل منه في الشتاءات السابقة إن لم يكن أسوأ.
فقد أغرقت السيول والأمطار الغزيرة التي هطلت أمس وأول من امس، على مختلف مناطق شمال غربي سورية عدة مخيمات واجتاحت مئات الخيام والمنازل المؤقتة للمهجرين السوريين.
وقال الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» إن أكثر من 25 مسكنا مؤقتا في مخيمي البر والدينز في إدلب تضررت.
وتسربت المياه إلى داخل المساكن المؤقتة للمهجرين في مخيمات زمزم والتكافل والأورينت في تجمع مخيمات أطمة ومشهد روحين بريف إدلب الشمالي بعد الهطل المطري مساء أمس الأول.
كما أدت الأمطار الغزيرة إلى دخول مياه السيول إلى عدة أبنية في مدينة عفرين شمالي حلب وتهديم جدارين في المدينة.
بدوره، قال فريق «منسقو استجابة سوريا» ان مناطق أطمة وريف حلب الشمالي نالها الضرر الأكبر نتيجة تركز الهطولات المطرية فيها، حيث سجلت أضرارا جديدة ضمن 16 مخيما منتشرة في المنطقة وحدها.
وأكد أن نسبة العجز داخل قطاع المخيمات 72.8%، الأمر الذي يظهر عدم جدية جميع الأطراف الفاعلة في الملف الإنساني في إيجاد حلول حقيقية لتحسين الوضع المعيشي للنازحين داخل المخيمات.
واعتبر ان جميع الحلول المؤقتة او المرحلية، محكوم عليها بالفشل، كون المخيمات تجاوزت العمر الافتراضي لها، ناهيك عن تأخر الاستجابة التي كان يفترض ان تتم قبل بدء الكارثة.
وكان الفريق أطلق قبل أيام ومع بدء المعلومات عن اقتراب المنخفض الجوي، مناشدة للمنظمات الإنسانية والإغاثية لاستباق وقوع الكارثة، مذكرا بأن العواصف المطرية والهطولات الثلجية سببت أضرارا في 611 مخيما العام الماضي، وأدت إلى تضرر 248.732 مدنيا، كما تسببت في تهدم 3.245 خيمة وتضرر 5.811 خيمة أخرى، إضافة إلى الأضرار التي سجلت مع بداية الهطولات المطرية على المنطقة منذ بداية الشتاء الحالي.