تستعد إيطاليا بأكملها والملايين من عشاق الـ «كاليتشو» الى متابعة أفضل المنتخبات بحسرة أمام الشاشة الصغيرة في المونديال، بعد غياب «الأزوري» بطل العالم أربع مرات أعوام 1934 و1938 و1982 و2006، للمرة الثانية تواليا بعد فشله في التأهل الى النسخة السابقة في روسيا عام 2018. وما يزيد من عذابهم بأن الدوري الإيطالي متوقف أيضا في الفترة ذاتها.
لم يكن أحد يشك في قدرة إيطاليا على تعويض خيبة الغياب عن مونديال روسيا للمرة الأولى منذ 60 عاما، لاسيما بعد أن نجح مانشيني في بناء منتخب قوي قاده خلافا للتوقعات الى إحراز كأس أوروبا العام الماضي، بالفوز على انجلترا في عقر دارها ملعب ويمبلي بركلات الترجيح. لكن هذا ما حصل.
وبعد ساعات من انطلاق المباراة الافتتاحية للمونديال بين قطر والإكوادور، تخوض إيطاليا مباراة ودية ضد النمسا، تليها أخرى ضد البانيا بعدها بأربعة أيام.
ووصف نجم كرة القدم الإيطالية السابق روبرتو باجيو غياب ايطاليا عن مونديال قطر بأنه «وصمة عار»، مؤكدا عدم تفهمه لماذا لم يحصل منتخب بلاده على «مقعد مضمون» كونه بطلا لأوروبا. ويستعد أنصار الكرة الإيطالية الى عيش فترة غريبة في نهاية العام الحالي، حيث سيتوقف الدوري المحلي حتى الأول من يناير المقبل، من أجل تسريح اللاعبين الدوليين الذي يخوضون غمار المونديال.
ويقول جانلوكا ميلوني (34 عاما) وهو احد أنصار ميلان في احد جوانب ملعب سان سيرو «نسينا الخيبة بعض الشيء بفضل ميلان (توج بطلا لإيطاليا في مايو الماضي)».
وأضاف «من الصعب جدا عدم التواجد للمرة الثانية، لأنها لحظة تجمع الأمة على الرغم من كل شيء». أما لويجي غاروسو (67 عاما) القادم من بريشا ومشجع إنتر القادم مع حفيده البالغ ثمانية أعوام إلى الملعب والذي لم يشاهد إيطاليا في كأس العالم بعد فقال «سنتابع المباريات رغم الحزن. لا أدري اي منتخب سأشجع، ربما الأرجنتين».
ورغم ذلك ستعزي كرة القدم الإيطالية من خلال ممثليها القلائل المتوقعين في قطر: عدد قليل من الحكام والجنود المشاركين في أمن الحدث وشركة السلع الرياضية «كابا» التي تزود المنتخب التونسي بلباسهم الرسمي.
ستتذكر أيضا، في يوم المباراة النهائية في 18 ديسمبر، أن الكأس الذهبية الممنوحة للفائزين ولدت عام 1971 في إيطاليا وأنشأتها شركة برتوني. تقول فالنتينا لوزا مديرة الشركة في ميلانو التي تعنى ايضا بصناعة الميداليات للفائزين «إنها جزء من إيطاليا وتضمن تواجدها دائما في نهائيات كأس العالم، وحتى على منصة التتويج، في اعلى درجة».