مثلما لا نقوم بالتدخل في شؤون الآخرين، بالمقابل فإننا ننتظر أن يتعامل معنا الآخرون بنفس السياسة وبنفس التصرف ذاته.
وبناء عليه فإن اعتراض الاتحاد الأوروبي على قيام الدولة بتطبيق القوانين التي أجمع عليها هذا البلد من قبل ومن بعد، فهو اعتراض غير مقبول، كما أنه تصرف غير مستساغ من قبل أي طرف أو أي جهة خارجية، فهو يعد تدخلا في شؤوننا الداخلية، وذلك مرفوض شكلا ومضمونا. ولم يحدث أن تدخلت الكويت من قبل في أي قرار اتخذه الاتحاد الأوروبي، فالاحترام المتبادل هو أمر مطلوب بين الدول، فلم تتدخل الكويت في أي حكم قضائي تتخذه أي دولة من دول «الأوروبي»، فكيف يسمح هذا الاتحاد لنفسه بالتدخل في شؤون الغير.
وبالتالي نحن نثمن موقف وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، عندما أعلن رفض الكويت القاطع للتدخل في الشؤون الداخلية لها، من أي كان وخاصة أصدقاءنا، داعيا الدول الأوروبية لاحترام قرارات الكويت القضائية، وأن الـ 7 المدانين بالإعدام استنفدوا درجات التقاضي، وكافة الأمور القضائية وأخذوا حقهم مكملا في هذا الصدد.
وموقف الوزير العبدالله هو موقف كل كويتي في هذا البلد، وهو يمثلنا بشدة في هذا الموقف المشرف الذي جاء معبرا بشكل نافذ ويستوجب الشكر والتقدير لما قام به، وهو الموقف المفترض اتخاذه تجاه هذا الحدث، ولو لم يكن كذلك لطالب به عموم الشعب الكويتي خلف قيادة قضائه وقيادة حكامه وشيوخه الكرام للسير بهذا الاعتراض غير المقبول من قبل أصدقاء الكويت والذين لم نكن نتوقع ردة فعلهم تلك التي لم تكن على مستوى الأحداث والتوقعات من قبل الكويت.
وكما أن الأصدقاء في الاتحاد الأوروبي لا يقبلون تدخل أي دولة من خارج الاتحاد في شؤونهم الداخلية تجاه أي قرار، ففي المقابل نتوقع هنا في الكويت أن يكون الموقف بنفس القرار وعدم التدخل بشؤون الغير.
من جانب آخر، فإن المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية في أعقاب تصريح أدلى به نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتس شيناس، والذي تناول فيه موضوع تنفيذ أحكام الإعدام في الكويت، معتبرا أنه سوف يكون لذلك «تداعيات على المناقشات المتعلقة بالمقترح لوضع الكويت على قائمة الدول المعفاة من تأشيرة شنغن» فإن هذا الأمر لن يؤثر على أي قراراتنا الداخلية الحرة.
ولم نكن نتمنى أن تصدر مثل تلك القرارات الاستفزازية والضغط على الكويت في هذا الصدد. فهو أمر غير مقبول من قبل الأصدقاء في الاتحاد الأوروبي أن تكون العلاقة بهذا الشكل. وبالختام نثني على موقف وزير الخارجية ونشد على يديه للاستمرار في موقفه المشرف الذي حفظ للكويت مكانتها كما كان دوما.. والله الموفق.
[email protected]