اللي معاشه 3000 دينار مفلس آخر أسبوع قبل نزول الراتب، وكذلك اللي راتبه أقل من 1000 تلقاه الأسبوع الأخير على حسب تعبير أحد المغردين حرفيا «أدور الخردة في كشنات السيارة».
شالسالفة؟! لماذا الجميع سواء أصحاب الرواتب العليا والدنيا يشتكون من نفس الأمر.. نفاد كامل الراتب قبل نزول الراتب التالي؟
هل هو سلوك استهلاكي سيئ يؤدي إلى صرف جل راتب في أول أسبوعين من نزوله؟ أم أنه الغلاء الفاحش؟
«تويتر» حاليا هو انعكاس لحياة الناس وأسلوب معيشتهم، فإذا صدق فإن غالبية الشعب الكويتي اليوم الاثنين 2022/11/21 مفلسون تماما، وبالكاد لديهم ما يشترون به الأكل،
يحكي لي أحد العاملين في الجمعيات التعاونية يقول: آخر 4 أيام قبل نزول الرواتب لا أحد يستخدم عربات الجمعية الكبيرة بل تظل يومين ثلاثة «على حطتها» لا أحد يحركها، مؤشر على اضمحلال القوة الشرائية للمواطن هذه الفترة واحتمال انعدامها.
طيب ما الحل؟ كيف ننقذ المواطن من هذا الوضع السيئ الذي يصل له آخر الشهر؟
أحد الاقتراحات وقد تكون متطرفة بعض الشيء لكنها تظل اقتراحات ودعوة للنقاش حول هذا الموضوع المهم، وهي حجز مبلغ من راتب المواطن يصرف له فقط بداية الأسبوع الأخير قبل نزول الرواتب. الهدف منه التأكد أن لديه نقودا يشتري بها الحاجات الأساسية له ولأسرته وأطفاله.
الموضوع ليس مبالغة كاتب يسعى لجذب الانتباه والقراء، بل هو واقع نعيشه. الكثير من المواطنين لسبب أو آخر لا يوجد في جيبه دينار واحد قبل الراتب بأيام.
اقتراح آخر تتصدى له الجمعيات التعاونية هو توزيعها كوبونات بقيمة مثلا 25 دينارا آخر الشهر لمن يريد من المساهمين بشرط توقيعه تعهدا بإرجاع قيمتها عندما ينزل راتبه. مرة أخرى الاقتراحات هذه فقط اقتراحات واجتهاد مني، وأنا متأكد أن هناك اقتراحات أفضل من ذلك لدى أناس أفضل مني وأكثر ذكاء.
وكذلك هناك أمر مستخدم في أميركا وأوروبا وأنا شخصيا جربته حين عملت في أميركا وهي طريقة طيبة لتنظيم أمورك المالية، وهي صرف الراتب على شكل أسبوعي، بهذه الطريقة انت مجبر لا محالة على تنظيم نفسك على مدى 4 أسابيع في الشهر، وليس فقط مرة واحدة في الشهر ينزل راتبك (فتمرده) كله وتواجه مصيرك لنهاية الشهر وانت مفلس.
تنظيم المواطن لحياته المالية ينعكس على سعادته وشعوره بالرضا، عكس ضيقه وعيشه في دوامة الإفلاس المستمر التي تتكرر كل شهر وتكون مدعاة لتعاسته، وبالتالي تجد الناس كما يقول أحبابنا في مصر «تمشي مش طايقة نفسها» وأدنى شرارة أو سلوك مستفز من الآخرين يتحول الشخص العادي لوحش يتشاجر ويدخل في مشاكل وأمور كثيرة.
يعجبني في الأميركان حين عشت بينهم أنهم يوزعون راتبهم إلى 4 أجزاء، جزء الفواتير والإيجار أو قسط البيت والثاني للأكل والملابس ثم جزء للترفيه والجزء الرابع والأخير للادخار، أين نحن من ذلك؟!
٭ نقطة أخيرة: هي كذلك مناشدة لوزير الإعلام عبدالرحمن المطيري بإعطاء توجيهاته الكريمة لاستحداث برنامج في التلفزيون يقدم نصائح لتوعية المواطن نحو السلوك الاستهلاكي الصحيح وكيف يحافظ على دخله ليكفيه شهرا كاملا بل ويدخر جزءا منه.
ghunaimalzu3by@