تتبادر إلى ذهني وبشكل مستمر تلك المقولة «إن الغرب يدعم الناجح حتى يتميز والفاشل حتى ينجح، أما في مجتمعاتنا العربية فنحن نحارب الناجح حتى يفشل ويحبط ويتوقف».
التحلطم والانتقاد والشكوى أسهل عمل ممكن أن يقوم به الإنسان فهو لا يحتاج إلى جهد ولا وقت ولا تفكير، بل إلى فراغ، وعقل معتاد على السلبية، ولسان يستمتع بتوجيه اللوم وندب الحظ ومحاربة الآخرين.
ما إن نلتفت يمنة ويسرة نجد أن كمية التحلطم كبيرة جدا في مجتمعاتنا العربية بشكل عام، حتى أصبحت سمة وعادة اعتادت الشعوب عليها.
إن التحدي الأكبر ليس في التحلطم فحسب، بل في المبادرة والسعي وبذل الجهد ومواصلة طرق الأبواب لتقويم خطأ أو اقتراح حل، فكلنا مسؤول عن تطور ونهضة هذا الوطن.
الانتقاد شيء محمود وصحي إذا كان بهدف تصحيح وتقويم الأخطاء، أما التحلطم فهو بهدف التذمر فقط والتقليل من الجهود المبذولة.
وعلينا أن نكون على يقين بأن هناك الكثير من المبدعين والمجدين والمجتهدين في مجتمعنا، لا يحتاجون إلا للدعم فقط وكف الشر عنهم.
قد تكون هناك جهود مبذولة كبيرة وأشخاص مبدعون ومتميزون أحاطت بهم تحديات وظروف لا نعلمها ولم يكن لهم يد فيها أو بتغييرها، وهي تحديات غير ظاهرة للعلن ولا نعلمها وتم انتقادهم عليها وبقسوة فأحبطوا وأبعدوا وتركوا العمل.
إن الإصلاح الفعلي يكون بالانتقاد الموضوعي بعد معرفة الصورة الكاملة وحيثياتها، وبهدف تقويم الأداء والحرص على المصلحة العامة، وفي نفس الوقت بعدم الخوف من نشر ثقافة تشجيع المبادرات وشكر الجهود المبذولة حتى تستمر وتتطور.
الإنسان يتحفز ويزداد عطاؤه بالكلمة الطيبة والتشجيع وتقدير الجهود، ويحبط ويتوقف عن العمل عند نكران الجهود والتقليل منها والإساءة للعاملين عليها.
٭ وختاماً، فقد أوصانا نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم بأن الكلمة الطيبة صدقة، فلنحافظ عليها وننشرها.
[email protected]
Al_Derbass@