قبل أيام، نفذت الكويت حكم المحكمة الذي يقضي بالإعدام لعدد من الأفراد ارتكبوا جرائم شنيعة للغاية استحقوا بسببها الإعدام بعدما استنفدوا جميع درجات التقاضي، وهذا الأحكام وجدت بعض ردود الأفعال الغربية - غير الموفقة -، فانتقدوا مسألة الإعدام - العادلة - واعتبروها انتهاكا لكرامة الإنسان!، رغم أن بعض هذه الدول تقتل دون عدالة!، وتبطش دون تمييز، وتمارس كل صور التعدي الإنساني، وبسبب تعطيلهم للحدود الرادعة -مثل الإعدام- سادت لديهم جرائم شنيعة تتكرر كل يوم!، لذلك تدخلهم مرفوض، لأنه غير منطقي وبه تعد على سيادة الدول، ورد وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله، هو خير رد في هذا الجانب، فله عظيم الشكر على الموقف الحازم.
***
ودعونا نساءل:
الذي يقتل الأم والأب ألا يستحق الإعدام؟!
الذي يقتل الطفل البريء ألا يستحق الإعدام؟!
الذي يحرق أسرة كاملة ألا يستحق الإعدام؟!
ألا يستحق الإعدام من قتل الشباب ودمر الأجيال؟!
إذن، فما بال تلك المنظمات التي تدعي الإنسانية تدافع عن المجرمين وتصمت أمام الأرواح المهدورة بأيدي المجرمين؟!.
***
وتعالوا معي لنتفكر في مسألة «القصاص»، فعندما يقول سبحانه: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).. فقد توجه - جل شأنه - بهذا الخطاب إلى «أولي الألباب» فهم فقط من يدركون المعنى الحقيقي لذلك «القصاص»، أما ناقصو الفهامة والإدراك يصعب عليهم بلوغ المعنى المراد، لذلك تجدهم يرفضون الكثير من «حدود الله» التي لا جدال بها، يرفضونها سفاهة وجهلا وجراءة!، وهو رفض به تطاول على الأحكام القطعية التي لا نقاش بها، وللأسف بعض من يرفض منتسب للإسلام!، فالنقص الكبير الذي نخر في تفكيرهم قادهم إلى انحدار كبير لا خروج منه كما يبدو، فنسأل لهم نور البصيرة.
أيها الإخوة، بين الحين والآخر نسمع عن جريمة شنعاء، ونتألم ونحزن، لأننا ننبذ ونستهجن الانتهاكات الصارخة، والحل الوحيد مع تلك الجرائم التي يكون أبطالها بشرا متوحشين لا يعرفون أي معنى من معاني الإنسانية، هو تطبيق القصاص العادل، حتى يردع كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الجرائم، أو أن يفكر مجرد التفكير في القيام بها، وذاك القصاص العادل لو تفكرنا به من زوايا مختلفة لوجدنا أنه يشفي نفوس ذوي الضحية، ويردع الإجرام، ويصون المجتمع من مجرم قادم، فالقصاص هو خير من جميع النواحي، وحدود الله بها صلاح للمجتمع وردع لمواطن المفاسد، ومنفعة واستقرار لشؤون الحياة.
لذلك، السارق يجب أن تقطع يده، القاتل يجب أن يقتل، ومن فعل أي إجرام يجب أن ينال القصاص العادل دون تردد - بحسب شريعة الحق - وكل هذا يجب أن يكون تحت مظلة القائم بشؤون العباد والبلاد، حتى لا تسود المجتمع حالة من الفوضى ويتحول الناس إلى سفاحين يقتل بعضهم بعضا، ويقتص كل واحد منهم من الآخر، ويختلط الحق بالباطل، والحابل بالنابل.
وأيضا علينا أن نعلم أن تكرار وقوع الجرائم يدل على تقصير كبير في الناحية التربوية، والمتمثلة في جناحي «الأسرة والمدرسة»، فهذان الجناحان هما الأهم في صناعة «إنسان» صالح ينفع المجتمع، أو فاسد يمزق أوصاله، لذلك علينا الانتباه حتى لا يضيع المجتمع، وتنتشر الجهالة، وتسود قوانين «الغابات» في الأماكن التي يقطنها البشر!.
في الختام: يجب إعدام هذا الرجل - أو تلك المرأة - الذي أزهق الأرواح البريئة حتى يحيا المجتمع في سلام.. والسلام.
hanialnbhan@