هادي العنزي
الدوحة.. تجملت بأفضل زينتها، تجهزت وتحضرت طويلا لهذا العرس والحدث الاستثنائي العالمي الكبير، لتكون على الموعد، وعلى قدر التحدي، وفي أبهى حلة معا، يحفها من حولها أبناؤها المخلصون بعملهم وعلمهم، يسيرون خلفها بفخر عظيم، ليقدموا «غاليتهم» محط الأنظار، وقبلة النظار، وأمل محبي الاستكشاف والأمصار «الدوحة عروس العالم».
التاريخ تكتبه الشعوب المجتهدة، والمدن يخلدها التاريخ بإنجازاتها البشرية، وتأثيرها الإيجابي في مسيرة الإنسانية، واليوم «دوحة قطر» تتقدم المسير، تستقبل الملايين من مختلف أصقاع المعمورة، ضيوفا كراما لثلاثين يوما، في مناسبة عالمية الطراز، لا تنحصر في استضافة 32 منتخبا من مختلف دول العالم، تجتمع في منافسة رياضية مشهودة، تنتهي بفوز أحد الطامحين بالكأس الذهبية، بل تتعداه إلى التعريف بالهوية الثقافية لقطر وشعبها، والتوثيق للنقلة المدنية القياسية التي سطرها صناع المجد، والتضحيات الجسام التي كتبها أبناء أوفياء لوطنهم، وأجدادهم، وتاريخهم، وثقافتهم.
الدوحة.. اليوم «مجتمع عالمي» أخذت السبق عربيا، وأصبحت مركزا رياضيا واقتصاديا وسياسيا في الشرق الأوسط، تتحدث بكل لغات العالم، بتواجد «بوابة قطر الإعلامية»، وهي منصة رقمية جديدة تتيح لآلاف الإعلاميين الاستفادة من المواد الصحافية والإعلامية الشاملة، وهناك 37 محطة مترو تعمل على مدار الساعة، و165 ثانية فقط تفصل ما بين قطار وآخر في خطوط المترو الثلاثة، لتسهيل نقل الجماهير الحاشدة إلى الملاعب العالمية الثمانية، وإمكانية مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، فيما يتوقع أن يصل عدد رحلات الركاب في كل من مطاري حمد والدوحة الدوليين إلى نحو 28 ألف رحلة نظامية وعارضة أثناء المونديال.
ومواكبة مع الحدث العالمي، فقد قرر مجلس الوزراء القطري «تقليص عدد الموظفين المتواجدين في مقرات العمل بالجهات الحكومية إلى 20% من إجمالي عدد الموظفين لدى الجهة، بينما سيباشر 80% أعمالهم عن بعد»، وسيكون العمل لأربع ساعات من 7 حتى 11 صباحا، باستثناء القطاعات الحيوية، كل ذلك لتعزيز النجاح، وتأكيد الريادة القطرية.
الدوحة فتحت ذراعيها مرحبة بمحبي كرة القدم من جميع شعوب العالم، قائلة: «قطر بلدكم، وأنتم ضيوف أهلها، طابت إقامتكم، وشكرا على مشاركتنا أفراحنا».. ولعلنا نرددها بسعادة بالغة - ونحن أهلها ومحبوها - في نهاية المونديال: «الدوحة العروس الأجمل».