تصاعدت وتيرة القصف المتبادل في الشمال السوري، وسط معلومات عن اعلان حزب العمال الكردستاني التعبئة العامة في في مناطق سيطرته، فيما لمحت تركيا الى قيامها بعملية عسكرية برية جديدة.
وقتل ثلاثة أتراك وأصيب ستة على الأقل جراء قصف صاروخي بعد يوم على غارات مكثفة نفذتها الطائرات التركية على مواقع المسلحين الاكراد ردا على تفجير اسطنبول الاسبوع الماضي.
وقالت أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تهيمن على قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، قتلت ثلاثة أشخاص في هجمات صاروخية، وذلك في تصعيد للرد الانتقامي العابر للحدود.
وذكرت محطة «سي.إن.إن ترك» إن الصواريخ أطلقت من منطقة عين العرب (كوباني) شمال سورية التي تسيطر عليها الوحدات الكردية.
وأعلن وزير الداخلية التركية سليمان صويلو في بث مباشر على التلفزيون «ثلاثة من مواطنينا لقوا حتفهم. أحدهم كان طفلا وثانيهم هو مدرس»، متوعدا بـ «رد قوي»، وتحدث وزير التربية محمود أوزر من جهته عن «ثلاثة قتلى وعشرة جرحى».
وأكدت وكالة الأناضول أن القصف استهدف مدرسة ثانوية ومنزلين، بالإضافة إلى شاحنة قرب معبر حدودي يربط قارقامش بمدينة جرابلس السورية.
إلى ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن عملية «المخلب ـ السيف»، التي اعلنت وزارة الدفاع نجاحها أمس الأول، لا يمكن أن تقتصر على الضربات الجوية، متهما روسيا بعدم الالتزام باتفاقية سوتشي الموقعة في 2019.
جاء ذلك خلال إجابته على أسئلة الصحافيين في أثناء رحلة عودته من قطر، وقال الرئيس التركي إن موسكو لم تف بوعودها في «تطهير» المنطقة من قوات سوريا الديموقراطية (قسد) الكردية وفق اتفاق سوتشي، وتابع «لسوء الحظ لم يفوا بوعودهم على الرغم من اخبارنا لهم أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وأننا سنتخذ خطوات ضد الإرهابيين هناك إذا لم يتمكنوا من فعل ذلك بأنفسهم»، في اشارة الى وحدات حماية الشعب الكردية التي تهيمن على «قسد» وتعتبرها انقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) الذي تصنفه ارهابيا.
وأشار أردوغان إلى استهداف 12 هدفا تابعا لمسلحي «قسد» المتمركزين في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سورية، وتابع «من غير الوارد أن تقتصر العمليات على الضربات الجوية وسنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية».
في موازاة ذلك، كثفت القوات السورية والروسية القصف المدفعي والغارات بالصواريخ على بلدات وقرى في ريفي إدلب واللاذقية، ومناطق قرب الحدود السورية ـ التركية.
وقال تلفزيون «سورية» إن طائرات حربية روسية شنت عدة غارات بالصواريخ قرب مبنى العيادات الطبية ومعمل الغاز الجديد، في منقطة معبر «باب الهوى» الحدودي شمالي إدلب.
وأضاف أن قرية بابسقا ومحيط مدينة سرمدا ـ قرب الحدود التركية ـ شمالي إدلب، تعرضتا أيضا لأكثر من خمس غارات بالصواريخ نفذتها طائرات حربية روسية.
كذلك قصف الجيش السوري بقذائف المدفعية الثقيلة، محيط بلدات وقرى البارة والفطيرة وفليفل وسان في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وقريبا من ريف إدلب الغربي، نفذت طائرات حربية روسية غارات بالصواريخ على محيط تلال الكبينة (الكبانة) في منطقة جبل الأكراد شمالي اللاذقية.