العفو والعدل لا يوزن ثوابهما، لذلك قال المولى عز وجل (فاعفوا واصفحوا)، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر: «يا عقبة ألا أخبرك بخير أخلاق أهل الدنيا وأهل الآخرة، تصل من قطعك، وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك». ونحن بحمدالله وفضله نعيش في هذا الوطن بالعدل والعفو والتسامح، والعفو عند المقدرة من شيم الكرام، فهو قيمة إنسانية سامية وأثر أخلاقي عظيم الدلالة كبير المنفعة يترك انطباعا حسنا في نفوس الناس، والنفوس الكبيرة هي التي تعرف التسامح والصفح والعفو.
وقد قال المأمون العباسي وكان على جانب عظيم من العفو: لقد حبب إلي العفو حتى اني أخاف ألا أثاب عليه، كما قالت العرب: ما قرن شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم، ومن عفو إلى مقدرة.
وبالعفو والتسامح يعم الأمن والطمأنينة بين الناس، وقد كنا ومازلنا نتمنى من القلب أن تنهض الكويت وتتقدم إلى الأمام، وليس هذا صعب ولا بعيد بجهود قيادتنا وسواعد أبناء الكويت، وبإخلاص النية، كي تعود الكويت كما كانت عروسا للخليج ودرة غالية، فالشعب الكويتي شعب كريم طيب، ولقد سررنا كثيرا بمكرمة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، فقد جاءت في وقتها، وهي المبادرة السامية والعفو الكريم من أب متسامح محب لشعبه، عن أبنائه الكويتيين ممن صدرت في حقهم أحكام منذ 16 نوفمبر 2011 حتى آخر 2021، وهذه المكرمة الأميرية وسام على صدور إخوانه وأبنائه الكويتيين.
فشكرا يا صاحب السمو من القلب، شكرا يا أمير العفو والتسامح والتواضع والألفة والمحبة، والشكر موصول لسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، ولرئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، ولكل من ساهم في هذا العفو الكريم.
والحق أن هذا الخبر السار أفرحنا وأثلج صدورنا، وخاصة من حكم عليهم، وقيدت حرياتهم، فجاء العفو أكبر وأسمى وأنبل من الذنب، وبعد هذا العفو الكريم نتمنى أن تكون بداية جديدة لنا، وأن نسير على النهج الصحيح، وأن نتعلم الدرس ولا نكرر الخطأ، وأن نشمر سواعدنا لخدمة الوطن، والسير قدما في نهضة الكويت، وآن للشباب أن يلتفتوا إلى مستقبلهم ويتركوا عنهم ما سوى ذلك، فالوطن بحاجة ماسة إلى جهد أبنائه، والمرء ليس معصوما من الخطأ، وفي النهاية نهنئ الجميع بهذا العفو الكريم، ونسأل الله أن يحفظ الكويت وأهلها من كل سوء. ودمتم سالمين.