كثيرا ما نتمنى وندعو الله في أمورنا الحياتية معتقدين أنها خير لنا، جهلا بالقدر والغيب، ولكن بفضل من الله ولطفه الخفي، يصرف عنا ذلك الشيء مما يسبب لنا ضيقا وحسرة وهو في الحقيقة وبلطفه سبحانه سعادة وفرح لنا وخير كثير لا نشعر به إلا بعد أن نعايشه لتكشف لنا الأيام خيرية هذا الأمر حيث تتعلق قلوبنا بأمور فيصرفها الله عنا برحمته وكرمه ولطفه الخفي.
إن اسم الله اللطيف هو الذي إذا ناديته لباك وإذا قصدته آواك وإذا أحببته أدناك وإذا أطعته كفاك وإذا استغفرته عفاك وإذا أعرضت عنه دعاك وإذا قربت منه هداك. ولطف الله بر ليس بعده طلب وفوز لا تعلوه غاية وان لطف الله بنا رحمة ونور في ظلمات الانكسار، يقول ابن القيم: واسمه «اللطيف» يتضمن علمه بالأشياء الدقيقة وخفاياها وأسرارها وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية وهو سبحانه «خبير» بسرائر الأمور وخبايا الصدور وخفايا الأمور. صدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حين قال:
وكم لله من لطف خفي
يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم يسر أتى من بعد عسر
ففرج كربة القلب الشجي
وكم أمر تساء به صباحا
وتأتيك المسرة بالعشي
وإذا ضاقت بك الأحوال يوما
فثق بالواحد الفرد العلي
ولا تجزع إذا ما ناب خطب
فكم لله من لطف خفي
إذا أراد الله أن يصرف عنك السوء بلطفه فلن يمسك الشر، وبلطفه سبحانه يسهل لك طرق الخير ويذلل لك الصعاب ويفتح لك الأبواب، فإذا أردنا أن يعاملنا الله بلطفه علينا أن نذل وننكسر بين يديه ونلتزم بطاعته ونبتعد عن معصيته ونستغفره ونتوب إليه.
أخيرا، اللهم نسألك مخلصين بأن تلطف بنا في تيسير كل عسير فإن تيسير العسير عليك يسير ونسألك المعافاة في الدنيا والآخرة، والحمد لله حمدا كثيرا طيبا.
[email protected]
bnder22@