صعدت طهران تحديها للمجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعلنت بدء تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى بكثير من الحدود التي وضعها الاتفاق النووي، فيما بدا تنفيذا لتهديدها بالرد على قرار الوكالة الذي انتقد عدم تعاون طهران معها فيما يتعلق بمواقع التخصيب السرية.
وقالت إيران انها باشرت إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في مجمع فوردو، وهي نسبة أعلى بكثير من عتبة 3.67% التي حددها الاتفاق حول برنامج طهران النووي، على ما أفادت تقارير أمس، إلا ان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن قال لا يمكننا تأكيد ذلك.
وأوردت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إسنا) أن «إيران بدأت ولأول مرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في مجمع فوردو النووي».
وقالت الوكالة، بادرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في خطوة جاءت ردا على قرار مجلس الحكام وبلغ مستوى الإنتاج صباح أمس الأول إلى مرحلة مستقرة.
وأضافت، يبدو أن منظمة الطاقة الذرية تسعى للاستفادة القصوى من إمكانيات منشأة فوردو ومساحتها. وذكرت وكالة إسنا من جهة أخرى أن «منظمة الطاقة الذرية قامت بخطوة ثانية بإعادة النظر في سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي من طرازي IR-2M وIR-4 في موقع نطنز وضخ الغاز فيهما» إضافة إلى «تحضير سلسلتين أخريين من هذه الأجهزة لضخ الغاز فيهما».
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي قوله: «سبق أن قلنا إن إيران سترد بجدية على أي قرار وضغوط سياسية»، إشارة الى تبني الوكالة قرارا قدمته أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وهي الدول الموقعة على الاتفاق النووي الى جانب روسيا.
من ناحية أخرى، وصفت الأمم المتحدة الأوضاع في إيران بـ «الوضع الحرج» منددة بتشديد قمعها الاحتجاجات، مطالبة السلطات الإيرانية بإقرار تعليق فوري لعقوبة الإعدام.
وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة جيريمي لورنس خلال مؤتمر صحافي روتيني في جنيف إن المفوض السامي لحقوق الإنسان: «فولكر تورك يرى أن عدد الوفيات المتزايد جراء التظاهرات في إيران، ومن بينها وفاة طفلين خلال الأيام الماضية، وتشديد رد قوات الأمن، يشيران إلى أن الوضع حرج في البلد».
وأضاف: «نطلب بإلحاح من السلطات الاستجابة لطلبات المواطنين على صعيد المساواة والكرامة والحقوق بدل استخدام قوة غير مجدية أو غير متناسبة لقمع التظاهرات».
وشدد على أن «غياب المحاسبة فيما يتعلق بالانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في إيران لايزال مستمرا ويسهم في الشكاوى المتزايدة».
وذكر المتحدث أن «متظاهرين قتلوا في 25 من محافظات إيران الـ 31، بينهم أكثر من 100 في سيستان بلوشستان»، مشيرا إلى أن السلطات الإيرانية أفادت كذلك عن مقتل عدد من عناصر قوات الأمن منذ بدء الاحتجاجات.
وقتلت قوات الأمن الإيرانية 72 شخصا، منهم 56 شخصا في مناطق يسكنها الأكراد، خلال أسبوع في حملة قمع التظاهرات التي تشهدها إيران على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني في منتصف سبتمبر الماضي، حسبما قالت منظمة حقوقية امس.
وتحدثت منظمة حقوق الإنسان في إيران التي يقع مقرها في أوسلو، في آخر حصيلة أصدرتها، عن مقتل 416 شخصا على أيدي القوات الأمنية في إيران، بمن فيهم 51 طفلا و21 امرأة.
ولفتت إلى أن 72 شخصا لقوا حتفهم خلال أسبوع، من بينهم 56 في مناطق يقطن فيها الأكراد في الغرب حيث تصاعدت الاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة.