[email protected]
درس بليغ للدول العربية والإسلامية من دولة قطر الشقيقة في حفل افتتاح كأس العالم 2022، حول مفهوم «الإعاقة» حيث ظهر الممثل الأميركي الأكثر شهرة مورغان فريمان مع «قاهر الإعاقة» النجم المتألق غانم المفتاح الذي رتل آيات من القرآن الكريم في حفل الافتتاح الأسطوري ليقول للعالم أجمع إن «شابا قطريا» قهر الإعاقة اسمه غانم المفتاح، وهو اليوم بلا شك سفير متوج لدولة قطر وأحد أبرز الشخصيات الملهمة للشباب العربي، خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ورغم حجم الإصابة الشديدة في الإعاقة والتي تعرف باسم متلازمة الانحدار الذيلي (CDS) وهو مرض يتسبب في ولادة المصابين به دون أطراف سفلية!
وللعلم والتاريخ، أن رئيس التحرير الأستاذ يوسف خالد المرزوق قد استقبل المبدع المتألق غانم المفتاح وأفراد أسرته في مكتبه بمبنى جريدة «الأنباء» وبحضور قيادات الجريدة سنة 2017، وتحدث غانم المفتاح عن مغامراته وطموحاته التي حققها مؤخرا في مونديال الدوحة 2022.
شكرا لدولة قطر التي أعطت الإنسانية درسا عظيما في تعزيز وحماية حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة ضمن أولوياتها وأشركتهم كنصف المجتمع، وغانم المفتاح أنموذج ظهر أمام ملايين البشر في حال أفضل بكثير من الأسوياء في ستاد البيت الذي شهد مباراة الافتتاح وتألقه وتمكنه من الحركة وأداء أنشطته بحرية وثقة فنال إعجاب دول وشعوب العالم وليوصل رسالة واضحة لا غبار عليها بأن بعض ذوي الإعاقة هم في حال أفضل من كثير من الأسوياء!
الدرس القطري البليغ أنقله الى المسؤولين في دولتي وبلدي وهي التي سنت قانونا للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة لكن الواقع المعيش اليوم يثبت لنا تخلفنا وضعفنا التأهيلي النفسي والاجتماعي!
هل نحن الآن في الكويت عندنا (قانون معاق) يرعى المعاقين؟
أتذكر في سنة 2021 كشفت «نزاهة» بلاغا بشبهة فساد وتنفيع ومخالفات جسدية وبصرية وذهنية وحركية وتعليمية وتطورية وسمعية ونفسية.
في سنة 2017 نشرت الزميلة الجريدة في 20/3/2017 تقريرا بعنوان: «الإعاقة» تغرق في الفساد، حيث تم اكتشاف 3194 سائقا وخادما مسجلا على أكثر من ملف للمعاقين.
و60 معاقا بصريا لديهم رخص سوق.
وإحالة 38 ملفا مزورا الى النائب العام!
1.2 مليون دينار صرفت دون حق لـ 1709 حالات رد منها 200 ألف دينار.
بالأمس جلست مع أب وأم مكلومين كانت عندهما مقابلة لابنتهما وفي المقابلة سألت الدكتورة ابنتهما وهي تعاني من إعاقة بسيطة فهي تمشي وتضحك وتمرح وتجاوب عن أسئلتك، وأثناء المقابلة سألتها الدكتورة المسؤولة عن اللجنة بعض الأسئلة والطفلة الصاحية السليمة اذا سئلت خافت ولصقت بالأب أو الأم، والمهم مالكم بالطويلة راحت كتبت الدكتورة على عجل ودون تمهل (إعاقة شديدة)، ولا تدري انها بهذه العبارة الظالمة ظلمت البنت والأم والأب على حد سواء، فهي في السنوات الماضية كانت تدخل المدارس الخاصة بالمعاقين والآن بعد هذه العبارة كأنها حكمت على البنت أن تجلس في البيت دون تعليم، فهل هذا يجوز؟!
وهناك مشكلة أطفال مرض السكري ومعاناة أهاليهم مع طرق الوقاية ومتابعة الأنسولين خلال اليوم الدراسي من إبر وتركيب مضخات وتناول الدواء في ظل إهمال الهيئة التمريضية ونقص كفاءتها، ورفض اللجان الطبية تسجيل أطفال مرض السكري وغيره لأخذ عضوية الهيئة والاستفادة من الإمكانات الموجودة المستحقة لهؤلاء الأطفال فيما يخدم هذه الحالات.
هذا جزء من كم من العقبات والمعوقات فمن يحرك الماء الراكد؟
٭ ومضة:
أنا أعرف تماما تناقضات هيئة الإعاقة كصحافي وإعلامي ومواطن، ولهذا فإنني أتوجه إلى أعضاء هذه اللجان الطبية من أصحاب الضمائر الحية، (أما الميتة) فلا حاجة لي بها، بأن ينتبهوا جيدا في كتابة تقرير المعاق حتى لا يظلموه ولا يحرموه حقوقه وأيضا رحمة بالوالدين الذين يراجعون هذه اللجان التي تحتاج الى مثل هذا الدرس القطري في احترام قدرات المعاق!
٭ آخر الكلام:
مشكلة المعاق في الكويت ليست في إصابته أو إعاقته، لكن المشكلة الحقيقية، والتي تحتاج الى (نفضة حكومية)، أدوار هذه اللجان الطبية والتي تحتاج الى «كفاءة وضمير يخاف الله».
لقد فرضت القوانين الكويتية كثيرا من الحقوق لذوي الاحتياجات الخاصة، ما جعل أصحاء يدعون الإعاقة.
٭ زبدة الحچي:
ما نكتبه اليوم عن أوضاع المعاقين في الكويت أتمنى ألا يحال الى الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، ففي لجانها الطبية المشكلة ما يستدعي التدخل ووقف الازدواجية وضياع الحقوق التي أقرتها التشريعات وضيعتها الممارسات!
بعض الأطباء باللجان الطبية لا يجيدون التقييم، بل يجيدون التجريح مع علمهم بأن هؤلاء المعاقين لديهم ذكاء عاطفي عال جدا!
أسلوب بعض موظفي الهيئة مستفز جدا مع أنهم يتعاملون مع هذه الفئة بالذات، كما أن كثيرا منهم يطبق إجراءاته دون أن يوضحوا ما هي الأوراق المطلوبة، ما يتسبب في تأخير المعاملات للأسف.
شيطان التفاصيل محوره (اللجان الطبية)، هذا ملف يجب أن يفتح من جديد وأتصور أن إخواني رئيس وأعضاء مجلس الأمة وأيضا الأخ وزير الصحة العامة في الكويت كلهم على استعداد لنقض هذه القرارات وإرجاع الحقوق لأصحابها، وقصة الطفلة التي ظلموها بعبارة (إعاقة شديدة)!.. ماثلة أمامنا والأب يطلب تظلما والبنت بحاجة الى نصرة حتى تتعلم دون تأخير، وكل خوفي، كما هو في ذاكرتي، أن أي موضوع حساس تشكل له لجنة يعني هذا إعدامه!
آن الأوان أن نتعلم من الدرس القطري الشيء الكثير وأول الدروس أن المعاقين فيهم من هم أحسن من الأسوياء!
يا دكتورة لقد دمرتِ حقوق واحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة بكتابتك لها في تقريرها (إصابة شديدة)!
فكرتِ بالبنت؟ طبعا لا!
فكرتِ بأهل البنت؟ طبعا لا!
دكتورة: وين قسم أبقراط الطبي؟!
ما أحوجكم إلى لجنة تقوِّم أعمالكم!
.. في أمان الله.