ناصر العنزي
٭ «رفعتوا راسنا» مباراة تاريخية، هذا هو الأخضر السعودي، وهذه صقوره ونجومه المتلألئة بعدما حققوا فوزا لا مثيل له وأسقطوا ميسي والارجنتين وتغلبوا عليه في دوحة الخليج، دخل نجوم «الأخضر» برأس مرفوعة ومعنويات حديدية وقابلوا الارجنتين بلا رهبة، تأخروا بهدف مبكر ثم عادوا بهدفين وقاتلوا حتى النهاية، هؤلاء هم أبطال المواجهة محمد العويس وعلي البليهي وحسان تمبكتي وياسر الشهراني وسعود عبدالحميد ومحمد كنو وعبدالله المالكي وسلمان الفرج وفراس البريكان وسالم الدوسري وصالح الشهري ونواف العابد ومدربهم الفرنسي هيرفي رينارد الذين قدموا مباراة العمر وأخرجوا الاسطورة ليو ميسي ورفاقه من الملعب مهزومين مخذولين، هذه هي كرة القدم لا تعرف المستحيل، والمستحيل في تلك المباراة لم يكن سعوديا.
٭ سجل المنتخب الانجليزي «الأسود الثلاثة» أكبر نتيجة في المونديال حتى الآن مستفيدا من الروح الانهزامية التي أظهرها لاعبو ايران قبل المباراة عندما رفضوا ترديد السلام الوطني دعما للاحتجاجات في بلادهم فاستغل الإنجليز بمكرهم كل هذه الترسبات إلى جانب تفوق فني ومهاري للاعبيهم على لاعبي الخصم، الفوز الانجليزي جاء مستحقا بعدما أحسن لاعبو ساوثغيت استغلال الفرص وأنهوا الشوط الأول بثلاثية.
الانجليز يملكون خطا هجوما «ناريا» يمكنه قلب النتيجة في لحظة وبات مؤهلا للتأهل الى الأدوار المتقدمة للبطولة ووضح اعتماد مدربه غاريث ساوثغيت على الثلاثي هاري كين وساكا ورحيم ستيرلينغ ولم يمنح الفرصة الأساسية لنجم مان سيتي فيل فودن كعادة مدربي انجلترا الاعتماد على عناصر الخبرة.
لم يحقق الانجلير اللقب سوى مرة واحدة في نسخة لندن 1966 بهدف «مشبوه» في المباراة النهائية مع ألمانيا، وغابوا بعدها تماما عن المنافسة ولم يتأهلوا للنهائي طيلة البطولات السابقة. عشاق الدوري الانجليزي يرونه أفضل المسابقات في العالم ولكن منتخب «الأسود الثلاثة» لا يفوز بالبطولات.
٭ قبل استضافة الولايات المتحدة الأميركية بطولة كأس العالم 1994 كانت لعبة كرة القدم تحتل المرتبة السادسة شعبيا، ولإنجاح البطولة التقت القيادة السياسية الأميركية مع رئيس الاتحاد الدولي وقتها البرازيلي جو هافيلانغ وقالوا له نريد نجما كبيرا لاستقطاب الجماهير فالاميركان يعشقون النجوم وطلبوا منه مارادونا فقال لهم لقد توقف عن اللعب وهو في حالة سيئة، وسريعا تم الاتصال بالاسطورة العالمية عن طريق الاتحاد الارجنتيني وأبدى موافقته واعلن الطبيب عن قدرته لتجهيز مارادونا بدنيا ولياقيا خلال شهرين، وبالفعل قاد مارادونا التانغو وهو بعمر «33» سنة و8 أشهر في اول مباراتين للفوز.
ويقول مارادونا: لقد تعرضت للغدر والخيانة من قبل «فيفا» وتحديدا رئيسه هافيلانغ وتم اقصائي بداعي المنشطات بعدما نجحت البطولة جماهيريا وتمهيد «اللقب» للبرازيل.
٭ الجماهير في مونديال قطر داخله وخارجه أظهرت حضورا طاغيا وجميلا ومتابعة من وسائل الاعلام، كما ان الحياة تكاد تتوقف في دول العالم، فمثل هذه البطولة لا تتكرر كل سنة، وفي الدوحة تميزت جماهير أميركا الجنوبية عن غيرها وتحديدا البرازيل والارجنتين، كما خطفت الجماهير السعودية الأنظار بحضورها الكثيف وأهازيجها.