د. أشرف رضا
دكتوراة المناهج وطرق التدريس
حينما نرنو للحديث حول وضع المرأة الكويتية, وإلى أين تتجه في سعيها الدائم لممارسة حقها كمواطنة في الأسرة والمجتمع الكويتي, وفي الإسهام في التنمية بكل وجوهها, ندرك أن المرأة الكويتية حققت الكثير, وعرفت في مسيرتها النجاحات الباهرة ، وخاضت الكثير من التحديات، وكانت سباقة بين نساء المنطقة العربية في التعليم والعمل كما نالت الكثير من المكاسب التي كانت تحسد عليها, وحققت النجاحات ونالت التقدير لكفاءتها, وفي وقت الشدائد كانت تشارك الرجال الكفاح و لا تبخل بالعطاء للوطن.
ولكن كل ذلك لم يكن سهل المنال ,حيث كانت المرأة الكويتية سابقا وحاليا تخضع لامتحان يومي لإثبات كفاءتها وجدارتها، ولهذا مازالت الدعوات لتمكين المرأة الكويتية وزيادة مشاركتها في المناصب القيادية,والحد من تهميشها في بعض القوانين يترسخ مع الأيام,كما سجلت العديد من الفتيات والنساء الكويتيات نجاحات باهرة ولمعت أسماؤهن في سماء الإبداع والتفوق في الدراسة والعمل الحر وافتتاح المشاريع الخاصة، والانفتاح على التجارب العالمية للاستفادة منها والعمل على نيل مناصب اكبر وأكثر تأثيرا.
ولعل ما مكنها من هذا النشاط المتميز في العمل العام والمدني هو حصولها على حق التعليم العام منذ منتصف الأربعينات من القرن الماضي، وحصولها على حق الابتعاث للدراسة في الخارج حالها حال الرجل، لهذا كانت فرص العمل متاحة للجميع، فانخرطت في جميع ميادين العمل،تشارك الرجل بناء الكويت الحديثة .
أن المرأة في عالمنا العربي هي الأم مصدر الحنان والتضحية والتربية الصحيحة علي قيم ديننا الإسلامي الحنيف وخلق جيل يحب وطنه ويضحي من اجله كما يأتي دور الأخت ,والذي لا يقل أهمية عن دور الأم في جمع ولم شمل الأسرة وتوطين روح المحبة والأسرة كما أن للزوجة بالنسبة للمجتمع دور عظيم في حماية المجتمع والأسرة من التفكك أو التشرذم
هذا وتعول الكويتيات على تحقيق المزيد من الإنجازات في عهد الشيخ نواف الذي يعد خير نصير للمرأة، خصوصا أن رؤية الكويت 2035 (كويت جديدة) تركز في أهدافها على تمكين المرأة.
أن المجتمع الكويتي حقق تنمية مستدامة حقيقية,بما يتيح بالضرورة تحقيق مزيد من التمكين للمرأة الكويتية ,كما شهد العالم انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وكانت المرأة الكويتية في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة والتحديات التي نتجت عنها.
كما تستدعى ذاكرة الكويتيون العديد المناسبات الوطنية المهمة، يستذكرون بفخر واعتزاز دور المرأة الكويتية إبان الاحتلال العراقي عقب الغزو في 2 أغسطس/ آب 1990.
وكان للمرأة الكويتية وقفة مميزة قدمت من خلالها أجمل صور المقاومة والتضحية، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 83 امرأة كويتية، كانت أولهن الشهيدة سناء الفودري
.
لقد نالت المرأة الكويتية حقوقها السياسية في 16 مايو/ أيار عام 2005 بإقرار مجلس الأمة مرسوم منح المرأة حق الترشيح والانتخاب، لتحقق بذلك نصرا كبيرا.
وفي يونيو/ حزيران من العام ذاته عينت الحكومة أول وزيرة في تاريخ البلاد هي معصومة المبارك.
وأكد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في الكثير من المناسبات ضرورة منح المرأة كل حقوقها السياسية لا سيما بعد مواقفها البطولية خلال الغزو سواء في عمليات المقاومة داخل الكويت أو من خلال تنظيم الفعاليات الإعلامية والتظاهرات بالخارج لحشد التأييد الدولي لقضيتها العادلة.
وبالفعل بدأت المرأة الكويتية تتولى العديد من المناصب القيادية ، فكانت الدكتورة رشا الصباح أول امرأة تشغل منصب وكيل وزارة لوزارة التعليم العالي وذلك في عام 1993، كما كانت نبيلة الملا أول سفيرة للكويت في الخارج في عام 1993، بينما كانت الدكتورة فايزة الخرافي أول امرأة تشغل منصب مدير جامعة الكويت في العام نفسه.
هذا ويمكن القول إن المرأة الكويتية تمكنت خلال العقود القليلة الماضية من تحقيق مكاسب كبيرة على الصعيد الاجتماعي، إلا أنهن يطمحن إلى مزيد من الأدوار في المجتمع الكويتي.
هذا و تأمل الكويتيات في أن تتجه الأمور نحو تعزيز إدماج المرأة الكويتية في العملية السياسية، بشكل فاعل وبمناصب قيادية، وأن تتغير النظرة المجتمعية تجاه المرأة، بما يضمن مبدأ المساواة في قطاعات الأعمال.
أن أهمية دور المرأة الكويتية وشراكتها الأصيلة في نهضة المجتمع والوطن وتمتعها برعاية سمو أمير البلاد ودعم الدولة لها سيحقق بكل تأكيد المزيد من المكاسب للمرأة الكويتية بوجه عام.