الصلاة عمود الدين، والحمد لله كثير من الآباء والأمهات يحرصون على أبنائهم بأن يغرسوا قيمة الصلاة في نفوسهم، ولنقرأ حديثا عن الحبيب ﷺ «مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر» رواه الترمذي.
فالتوجيه النبوي أن نعلمهم وهم صغار لأنها تكون أخف وأسهل إذا تعلموها وهم في هذه السن وتكون أصعب إذا كبروا فهي خمس صلوات في النهار والليل ومن ثقلها طلب النبي ﷺ تخفيفها عن الأمة عندما كانت خمسين صلاة!
هل تخيلت؟ أي بعد كل نصف ساعة نصلي!
ولكن الحبيب المصطفى ﷺ طلب التخفيف من رب العزة فخففها الى خمس مع بقاء أجر الخمسين فالمقصود أنها خمس في العمل وخمسون في الأجر فضلا من الله جل جلاله.
وقبل معرفة أي توجيه هناك نقاط لا بد أن نتفق عليها:
الله لن يسألك لماذا لا يصلي ابنك؟ بل لماذا لم تذكر ابنك بالصلاة. وهذا يخفف عنا تجاه أبنائنا ويجعلنا لا نخسرهم بسبب الضغط الذي يجعلهم يكرهون الصلاة.
لا تسأل سؤالا مباشرا عن الصلاة حتى لا يكذب عليك، بل ذكره بموعد الصلاة حتى يصلي واترك له مساحته الخاصة.
لا تأمر بفعل أنت لا تأتيه! لا تأمر بالصلاة وانت لا تصلي، لا تأمر بترك التدخين وانت ممسك بسيجارتك، فهذا لن يؤثر فيهم ولن يحببهم بالصلاة.
افهم أن إدراك ابنك للصلاة ليس كإدراكك! فأنت استمعت لسنوات كثيرة عن أهمية الصلاة وقصص مؤثرة ومواقف عن الصلاة حتى نما في قلبك حب الصلاة، ولكن ابنك لم يسمعها فطبيعي إدراكه لقيمة الصلاة ليس مثلك وهنا نعرف الخطأ عندما نغضب الغضب الشديد تجاه تقصيرهم الطبيعي للصلاة فنحن نستصحب ما عندنا من توقير للصلاة ونستغرب من إهمال أبنائنا لها.
عدم تخويفهم بالنار! فهم ليسوا مكلفين أساسا حتى يعاقبوا بدخول النار! لم يبلغوا سن التكليف، فنرغبهم ونحبب الصلاة لهم بالحديث عن فضائلها وأجرها.
وفي المقال القادم سنتحدث بإذن الله عن طرق عملية لتحبيب أبنائنا وبناتنا في الصلاة.