- متوقع أن تصل مساهمة «الميتافيرس» في الاقتصاد العالمي إلى نحو 5 تريليونات دولار بحلول 2030
يوسف غانم
أكد الباحث المتخصص في العلاقات العامة محمد البرزنجي، أن تسارع وتيرة تقدم وسائل التواصل الاجتماعي تطور معه عدد من المفاهيم الإعلامية، حيث أصبحت أداة حقيقية في يد المنظمات أو المؤسسات لإيصال الرسائل والمعلومات بأنواعها للجمهور بصورة أسهل وأسرع من الاعتماد على وسائل الإعلام التقليدية التي لم تواكب سرعة التطور في الاستفادة من وسائل التواصل واستثمارها بالشكل الصحيح.
وقال البرزنجي: إن المختصين وخبراء الإعلام وضعوا تعريفات عدة لمفهوم العلاقات العامة، لكن أبرزها وأوضحها هو التعريف الذي أقرته جمعية العلاقات العامة الأميركية، بأنها «عملية اتصال استراتيجية تبني علاقات ذات منفعة متبادلة بين المنظمات وجماهيرها».
وأضاف: ان وسائل «السوشيال ميديا» وتطبيقاتها المختلفة نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة وهي إحداث التأثير الواقعي على المتلقي بصورة أيسر وأسرع، وهو ما كان يستلزم جهدا أكبر من المؤسسات لإيصال رسائلها، فمع هذا التطور المتسارع في عملية «الرقمنة»، بات الهم والهدف الرئيس لكل الجهات سواء الحكومية أو الخاصة هو كيفية خلق محتوى مرئي ومقروء مناسب عبر منصاتها الرقمية يناسب مختلف الفئات المستهدفة عمريا وثقافيا وعلميا وحتى اجتماعيا.
وتابع البرزنجي: ان الأمر وصل حتى إلى درجة أن كل شركة أو منظمة حديثة العهد وضعت نصب عينها خلق صفحة رسمية وموثقة على حسابات التواصل الاجتماعي تضم آلاف المتابعين لتكون هدفا رئيسيا لها، بحيث يتسنى لها الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور في وقت قصير، بالإضافة إلى الاعتماد على الإعلانات عبر هذه الوسائل بدلا من وسائل الإعلام التقليدية كالصحف أو شاشات التلفاز، لاسيما أن «السوشيال ميديا» جعلت من الإعلانات سوقا كبيرة أشبه بسوق السلع، بحيث تستطيع توجيه الأشخاص نحو أهدافهم بمنتهى السهولة والسرعة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الهواتف الجوالة، مع إتاحة تحديد الجمهور المستهدف للجهة أو الشخص المعلن، مما يسهل عملية الوصول إليهم.
وأضاف: إذا تحدثنا عن اقتصاد «السوشيال ميديا» الآخذ في التصاعد فسنعتمد على تصريح المدير الإقليمي لشركة «ميتا» فارس عقاد خلال منتدى دبي للميتافيرس، مستندا إلى ورقة بحثية عملت عليها شركة «أناليسيس جروب المستقلة للاستشارات الاقتصادية»، حيث قدرت هذه الورقة أن اقتصاد «الميتافيرس» من الممكن أن تفوق قيمته 3 تريليونات دولار عالميا خلال 10 سنوات فقط، في الوقت الذي ستسهم فيه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا في إجمالي الناتج العالمي بنسبة 6.2% وبقيمة 360 مليار دولار عام 2031.
وأوضح البرزنجي أنه من المتوقع أن تصل مساهمة «الميتافيرس» في الاقتصاد العالمي إلى نحو 5 تريليونات دولار بحلول عام 2030، وبلوغ القيمة السوقية المتوقعة للرموز غير قابلة للاستبدال «إن إف تي» نحو 80 مليار دولار، فضلا عن أن الواقع الافتراضي والواقع المعزز باعتبارهما عاملين رئيسيين لتمكين «الميتافيرس» يسهمان في توفير نحو 6700 وظيفة وحوالي 500 مليون دولار في اقتصاد دولة الإمارات في الوقت الحالي، ويمكن أن تزيد مساهمتهما الاقتصادية بشكل كبير في المستقبل.
وأردف: مع كل تلك الإحصائيات المخيفة رقميا، نجد أن المستقبل الإعلامي بات مرهونا بكيفية استخدام هذه الوسائل بالصورة السليمة، وتعزيز دورها في عملية الاتصال والوصول، الاتصال بالجمهور والوصول إليهم بصورة أكثر سهولة وبشكل أسرع مما كانت عليه مع الإعلام التقليدي، ومن هنا نستطيع القول إن «السوشيال ميديا» والعلاقات العامة وجهان لعملة واحدة هي «الإعلام الحديث».