محبة الصحابة
نرجو أن تبين لنا الأدلة على وجوب محبة الصحابة الكرام البررة وأئمة المسلمين؟
٭ المسلم يؤمن بوجوب محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأفضليتهم على من سواهم من المؤمنين والمسلمين، فإنه يحبهم لحب الله تعالى وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم، إذ نجد الله تعالى انه يحبهم ويحبونه في قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) (المائدة: 54)، كما قال تعالى في وصف محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم معه: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) (الفتح: 29)، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الله الله في أصحابي»، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه». ويقول صلى الله عليه وسلم: «ولا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه». وأن يؤمن بحرمة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وانهن طاهرات مبرآت وأن يترضى عنهن، وذلك لقول الله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) (الأحزاب: 6).
أما أئمة الإسلام من قراء ومحدثين وفقهاء، فإنه يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم ويعترف لهم بالفضل لأنهم ذكروا في قوله تعالى: (والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) (التوبة: 100). وكذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم».
الزواج بالدين
هناك شاب مسلم مقبل على الزواج لأنه يخشى الفتنة على نفسه من الذنوب، غير أنه لا يجد مبلغا لذلك وهو يحاول البحث عمن يعطيه هذا المبلغ على أساس أن يُرجع له كل شهر جزءا منه حتى يسدد هذا الدين، ولكن الظن الأكبر أنه لا يجد من يعطيه ذلك المبلغ. فهو يسأل: هل يمكنه أن يستدين هذا المبلغ من البنك، مع العلم أن البنك هذا يأخذ عن ذلك فوائد ربوية، علما أن هذا الشاب يستدين على أساس أنه يبني سكنا، أي أن عقد المداينة يكون على أساس البناء؟
٭ جزى الله هذا الشاب خير الجزاء على إرادته تحصين نفسه من الوقوع في الفتن، وعليه إن شاء الله أن يوفر من مصروفه أو راتبه ما يعينه على الزواج، وأن يختار الزوجة الصالحة والأسرة الصالحة التي لا ترهقه بتكاليف الحياة الزوجية، وعلى أولياء الأمور أن ييسروا ما أحله الله لكي يساعدوا الشباب على الزواج، وأن يتعاون إخوان هذا الشاب في الله لمساعدته، وأظنه بتوفيق الله سيجد إن شاء الله بغيته ويجد من يعطيه القرض الحسن الذي يتزوج به، ولا يستدين أبدا من البنوك التي تأخذ فوائد ربوية سواء على أساس الزواج أو لبناء السكن، وعليه أن يصوم ويبعد نفسه عن مواضع الفتن ويتخير أصدقاءه وجلساءه من الصالحين الملتزمين، ويدعو الله سبحانه أن يحفظه ويوفقه الى الزواج الصالح: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب..)، والله أعلم.