ناصر العنزي
ليت مباراة «التاريخ» التي هدم فيها أبناء الخليج السعوديون أسطورة ميسي الأرجنتينية تعاد مرة أخرى حتى لحظة إطلاق الحكم صافرة النهاية، لنعيش الفرحة من جديد، نعم إنها مباراة ولا كل المباريات، ستظل راسخة في سجلات بطولات كأس العالم مثلما سجلت النسخ السابقة العديد من النتائج غير المتوقعة، وجاء الفوز السعودي بعدما وضعت الترشيحات منتخب التانغو على رأس قائمة المرشحين للقب محافظا على سجله خاليا من الهزيمة منذ عام 2019، والمفرح في هذا الانتصار أنه لم يكن ضربة حظ ، بل كان من خلال مواجهة ند لند «راس براس» بعدما قدم لنا الأخضر ومدربه المتمكن هيرفي رينارد درسا في الانضباط التكتيكي ومحاصرة الخصم في ملعبه، حتى كادت أقدام لاعبي السعودية تلتصق بأقدام الأرجنتينيين في كل زوايا الملعب، والمتابع للكرة السعودية يسهل عليه التوصل إلى أسباب تطورها وقوة أنديتها، حيث بات الدوري السعودي المدعوم ماديا من الحكومة والشركات الأهلية نموذجا فريدا في القارة الآسيوية، فأخرج نجوما على مستوى عال من الحرفية والمهارة بعدما اكتسبوا خبرات من النجوم الأجانب والمدربين المقتدرين.
ويدخل الأخضر السعودي غدا السبت مواجهته الثانية أمام بولندا وتتطلب منه الحذر الشديد من قدرة الخصم على التهديف من خلال الكرات العرضية، وعليهم أن يتعاملوا مع المباراة وكأن شيئا لم يكن مع الأرجنتين، ويدخلوها بروحهم القتالية وإمكانياتهم في حسن التعامل مع الفرص المتاحة للتسجيل.
٭ أزعجونا الألمان منذ وصولهم الدوحة بشعار يندى له الجبين، وأدخل اتحادهم ولاعبوهم الرياضة في السياسة، فجاء الرد قاصما من الكمبيوتر الياباني، وكأن أحفاد الساموراي يقولون لهم «تأدبوا وصيروا رجاجيل».
المانشافت وتعني بالألمانية «المنتخب» فاز باللقب أربعة مرات آخرها مونديال 2014 ومثلها وصيفا، أي إنه ليس فريقا يدخل من الباب الأمامي ويخرج من الباب الخلفي، الألمان يلعبون كرة يميزها المتابعون القدامى حتى لو تبدلت قمصانهم وتغطت وجوههم سيقولون هذه كرة «ألمانية».
٭ مشجعو المنتخب الاسباني يرونه كفؤا لإحراز اللقب وإعادة الهيمنة الاسبانية على العالم في فترة اكتساح الألقاب «كأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010» بقيادة المدرب الداهية «المدريدي» دل بوسكي، وقدم الإسبان للعالم في أول مباراة لهم كرة راقية جدا أمطروا فيها شباك كوستاريكا بسبعة أهداف، مؤكدين ان الوصول الى شباك الخصوم ليس بهذه الصعوبة التي يتخيلها البعض.
مدرب الماتادور الاسباني لويس انريكي وهو لاعب ارتكاز سابق لا يملك عناصر من عينة أنييستا وتشافي وألونسو في خط الوسط لكنه يملك عناصر «حية» متوقدة قادرة على المضي قدما بثبات.
٭ أظهرت وسائل التواصل الاجتماعي الوجه الآخر للمشجعين من كل دول العالم، وبعد فوز السعودية على الأرجنتين لم يتقبل مشجعو الأخير الخسارة وخرجت من بعضهم إشارات غير لائقة خارج الملعب، وقدم اليابانيون كعادتهم درسا في المحافظة على نظافة الملاعب، ومن حسن حظ البطولة أن المشجعين الإنجليز لم يحضروا بكثافة لما عرف عنهم من إثارة الشغب في كل بطولة إن فازوا أو خسروا!
٭ المكسيك منتخب غريب، حتى لقبه «الثلاثة» لا يغيب عن كأس العالم ولا يخرج مبكرا من الدور التمهيدي، يلعب ويستمتع ويقاتل ويخرب على الآخرين لكنه لا ينافس، ولحارس مرماه غيرميو أوتشوا «37سنة» قصة لطيفة فهو لا يظهر إلا كل أربع سنوات مع كأس العالم ويتألق ثم يعود لناديه المكسيكي، ونجح في المباراة الماضية في صد ركلة جزاء من البولندي ليفاندوفسكي، ويذكر ان هذه المشاركة هي الخامسة له على التوالي في كأس العالم.