ناصر العنزي
البرازيليون قادمون، قادمون بكل فنونهم لاستعادة عرشهم المفقود منذ آخر لقب في مونديال 2002، قادمون هذه المرة للعودة بالكأس إلى برازيليا بشعار الجدية والانضباط وليس للاستعراض وكسب الإعجاب.
غاب البرازيليون أصحاب النجمات الخمس طويلا عن اللقب، لكنهم في هذه المرة عازمون متفائلون مقاتلون بعد ما كثر الهمز واللمز عن عدم قدرة أصحاب القمصان الذهبية على استعادة أمجادهم، وفي أول مباراة لهم قدموا درسا نموذجيا في كيفية تهديد مرمى الخصم، وكانت صربيا ضحيتهم الأولى رغم ما عرف عن صلابة وشراسة الصربيين في الدفاع عن مرماهم.
ولعب مدرب السامبا تيتي بتشكيلة صلبة جدا تتكون من حارسهم أليسون ودفاعهم دانيلو وماركينهوس وسيلفا وساندرو ووسطهم كاسيميرو وباكيتا ونيمار صانع ألعابهم، وهجومهم رافينيا وريتشارلسون وفينيسوس إلى جانب دكة احتياط ثقيلة جدا.
في مونديال أميركا 1994 أحرزت البرازيل الكأس على حساب ايطاليا بركلات الترجيح وأظهرت طوال مبارياتها أداء واقعيا دون مبالغة وأجاب يومها مدربهم كارلوس البرتو بيريرا عن دوافع تحفظه قائلا: مللنا ونحن نمتع الآخرين ثم يذهب اللقب لغيرنا.
٭ الأميركان «ما خلوا شي» حتى كرة القدم تدخلوا فيها وأوجدوا فريقا قويا منظما بعدما كانت اللعبة في المرتبة السادسة شعبيا، وفي مجموعته الثانية تمكن المنتخب الأميركي من تسجيل تعادلين مع انجلترا وويلز وكان الطرف الأفضل، وبرز بشكل لافت مهاجمه تيموني وياه ابن الرئيس الليبيري واللاعب السابق جورج وياه، واشتد بذلك الصراع على بطاقتي التأهل، وستكون المواجهة المقبلة بين أميركا وإيران على صفيح ساخن شأنهما في كل المجالات.
٭ وجه نجم الكرة البرازيلية السابق زيكو انتقادا حادا الى أسطورة الأرجنتين ليو ميسي وقال: ميسي يفتقر إلى القيادة ولا يتحدث مع زملائه مهما كانت النتيجة، ومثله نجم هولندا السابق فان باستن قال عن فان دايك: «لا يأخذ بزمام المبادرة، يصدر صوتا لكنه لا يقول أي شيء»، والحقيقة ميسي ودايك يتمتعان ببرود شديد، فيما يحتاج المدربون إلى قائد ملهم داخل الملعب.
يذكر أن مدرب الأرجنتين بيلاردو استدعى كابتن فريقه المدافع باساريلا قبل مونديال 1986 وأخبره ان مارادونا سيحمل شارة القيادة فرفض وتم استبعاده ثم فاز التانغو باللقب بفضل مارادونا.
٭ لنستعد جيدا لموقعة اليوم بين إسبانيا وألمانيا فقد تشهد خروج الألمان مبكرا إلا إذا عادت مكائنهم للتشغيل مرة أخرى، والمنتخب الإسباني يملك أفضلية هجومية على خصمه لكنه لا يأمن جانبه، وعادة المنتخب الألماني إذا تعثر في أول مباراة لا يكمل طريق المنافسة ويخرج من الدور التمهيدي، لذلك أمامنا مهمة شاقة اليوم في متابعة الفريقين ورصد تحركات اللاعبين وماذا يدور في رأس المدربين لويس إنريكي وهانز فليك.
٭ زوف، كابريني، شيريا، جنتيلي، بيرغومي، انطونيوني، تارديلي، أوريالي، كونتي، روسي، غراتسياني هل تذكرون هذه الأسماء التي تنتهي أغلبها بحرف «الياء» هذه تشكيلة الآزوري الايطالي في مونديال اسبانيا 1982، تعادلوا في ثلاث مباريات في الدور التمهيدي ثم انتفضوا بعدها وهزموا الأرجنتين والبرازيل وپولندا على التوالي، وفي المباراة النهائية أطاحوا بالألمان أرضا بثلاثية، وفي هذه البطولة نفتقد ايطاليا المتأنقة دائما بزيها الأزرق بعد اقصائها في التصفيات على يد مقدونيا الشمالية التي لم تشارك ولا مرة في كأس العالم!