أجزم بأن دولة قطر الشقيقة تكاد لا تعرف معنى للمستحيل، لقد نجحت وببراعة قي تحقيق المعادلة الصعبة، والانتصار في معركة تتخطى حدود عالم الرياضة، بل هي معركة قومية عربية، انتصرت فيها للأخلاق، ولعاداتنا الخليجية، وجعلت العالم بأسره يحترم ما نصنعه، ويقف احتراما للشقيقة قطر، ويعيد رسم خارطة العالم من جديد في أذهان البشرية، وبالرغم من الهزيمة الرياضية التي لحقت بالمنتخب القطري، إلا أن الدولة الشقيقة نجحت في تحقيق عدة انتصارات سيكتبها التاريخ وستظل تحديا قويا للجميع.
وبحسبة رياضية بحتة، فإذا كان المنتخب القطري قد خسر خلال مباريات كأس العالم فإن قطر والدول العربية أجمع قد فازت في مباراة ضد العالم أجمع، وهنا دعوني أتطرق إلى نقطة في غاية الأهمية تتمحور في كيفية أن تلك البطولة نجحت في إظهار العالم العربي والخليجي بالصورة التي تليق به، بعيدا عما يقدمه الإعلام الغربي عنا، وان أوطاننا تنعم بالسلام والطمأنينة، وبشهادة خبراء الرياضة. إن ما قدمته قطر من تجهيزات ضخمة أنفقت عليها مليارات الدولارات شيء لم يروا له مثيلا في أي بطولة أخرى من بطولات كأس العالم، وإن الشعوب الأوروبية أخيرا رأوا الصورة الحقيقية للعرب وما تحظى به البلدان العربية من تطور وتقدم.
إن قطر لم تستغل البطولة لإلقاء الضوء على نفسها فقط، بل إنها استغلت الحدث لتحقيق هدف في غاية النبل وسمو الأخلاق، فقد جعلت من العالم أجمع يتعرف على التراث الخليجي الأصيل فستاد البيت تم تنفيذه ليحاكي بيت الشعر والكثير من التفاصيل الأخرى الشائقة.
وأعتقد أن التقارب الوطني الذي حدث بين جميع دول العالم على أرض قطر هو الفوز الحقيقي لنا جميعا، والكنز الحقيقي وراء تلك البطولة، وبينما أن بعض الدول تتمزق بسبب الخلافات، نجد أن العرب تزداد وحدتهم وتختفي المسافات بينهم، وأن الشقيقة قطر كانت واجهة العرب المشرفة من خلال التنظيم والترتيبات المبهرة وحجم الأمن والأمان اللذين تمتع بهما زائرو قطر.
سلمت يا قطر، وسلمت كل بلاد العرب، والشقيقة قطر نجحت وبجدارة في أن تمثل جميع دولنا لتبهر العالم أجمع وتجعل من الجميع يشيدون ويثنون.
٭ مسج: تمنياتنا لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد، الشفاء العاجل من الوعكة الصحية الطارئة التي ألمت به.. أجر وعافية يا بوخالد.
Dstoory40gmail.com