ميسي.. رونالدو.. نيمار.. إمبابي.. ومنتخبات الأرجنتين والبرتغال والبرازيل وفرنسا، وكل الفرق المونديالية الأخرى هم بلا شك نجوم وإلا لما كانت أنظار أهل الكوكب تتركز بانبهار عليهم طيلة شهر كامل.. لكن في الواقع فإن العام 2022 يقدم للعالم نجمة أخرى تسطع في سماء الحضارة الإنسانية وهي قطر.
كثيرون شككوا في قدرة البلد الصغير جغرافيا على استضافة حدث أممي تجهد عادة لإنجازه الدول الكبرى لما يتطلبه من عناية في العناوين كما في التفاصيل، إلا أن قطر قرنت الوعد بالفعل بقدرات لا يمكن إلا أن يُعجب بها الزائر.
قلنا «هيّا» وتوجهنا لمشاهدة مباراة الأرجنتين والمكسيك، وهي التي تمكنت من حجزها، لم تعدّ قطر المونديال لتقديم صورة جميلة على الشاشات فقط، وإنما تتعامل مع كل التحديات لتؤمّن للزائر تجربة لا تُنسى تجعله يضع هذا البلد على قائمة خياراته السياحية لما يلمسه من وضوح الوجهات وسهولة التنقل والتعامل بأفضل صورة مع الحد من الازدحامات، فضلا عن سيل من مجالات الترفيه المركزة في مساحات صغيرة نسبيا.
عمليا، غياب أي من هذه العناصر يوازي عدم بناء المنشآت الكروية اللازمة، ويهدد الحدث، لكن بالفعل استطاعت الفرق المنظمة لمونديال قطر عدم إغفال أي عنصر أساسي، فجاءت النتيجة وهي منح الجمهور فرصة حقيقية للاستمتاع بالحدث ككل وبالتواجد في قطر وليس بالمباريات فقط.
النقطة الأبرز التي تسترعي الانتباه والتقدير هي تعامل الشعب القطري الحاضر في كل مكان، نساءً ورجالاً، مع زواره بقمة الرقي والترحاب والمساعدة، لفتتني سيدة قطرية أربعينية تتجول ومعها أطفالها وهي تتوقف عند تجمع لشباب مكسيكي لتسألهم إن كانوا يريدون أخذ صورة معا وتصورهم، وتسألهم إن كانوا يحتاجون شيئا آخر أو مساعدة.. تصرّف هذه السيدة التي تتحدث بلغة إنجليزية متقنة تختصر تعامل شعب بشكل عام مع ضيوفه، وهو أمر أساسي لنجاح مناسبة بهذا الحجم، وبذلك لا يقتصر حسن الاستقبال على الفرق التنظيمية والمتطوعين، وإنما يشمل الشعب القطري بشكل عام.
هنيئا للأشقاء في قطر هذا النجاح والنجومية، وشكرا قطر على حسن التنظيم والاهتمام.