يتزامن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة مع حملة «اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة» من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر، حيث إنها مبادرة مدتها 16 يوما ويقودها الأمين العام للأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة منذ عام 2008 وتهدف إلى منع العنف ضد النساء والفتيات والقضاء عليه في جميع أنحاء العالم، وتدعو إلى اتخاذ الإجراءات العالمية لإذكاء الوعي وتعزيز الدعوة لهذا الهدف ولإتاحة فرص لمناقشة التحديات والحلول.
ويعد العنف ضد المرأة أحد انتهاكات حقوق الإنسان وأكثرها انتشارا واستمرارا وتدميرا في عالمنا الحالي ويظهر في أشكال جسدية وجنسية ونفسية مثل الضرب والإساءة النفسية وقتل النساء والاغتصاب والتحرش الجنسي والمضايقة الإلكترونية وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث والاتجار بالبشر وزواج الأطفال. إن إعلان القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 تم تعريفه على أنه أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عنه أو يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة. ويؤثر العنف ضد المرأة على صحتها النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل حياتها ولا يزال العنف ضد المرأة يشكل حاجزا في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام.
وقد تعرضت 85% من النساء على مستوى العالم للعنف الرقمي في الإنترنت وللنساء الحق في الشعور بالأمان في جميع المساحات وأينما كن، ولكن أحيانا يتنمر من يستخدمون الإنترنت على النساء، وهذا يبقى عنفا وإساءة للنساء. إن المناسبات الأممية والدولية تعتبر مناسبات لتثقيف الجمهور بشأن القضايا ذات الاهتمام وحشد الإرادة السياسية والموارد لمعالجة المشاكل العالمية وللاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها.
إن العنف ضد المرأة له تاريخ طويل، إذ إنه على الرغم من أن حوادث وشدة هذا العنف قد تباينت مع مرور الوقت وحتى اليوم فإنها تختلف بين المجتمعات، وغالبا ما ينظر للعنف على أنه آلية لإخضاع النساء سواء في المجتمع بشكل عام أو في العلاقات الشخصية.
وقد ينشأ هذا العنف من شعور بالاستحقاق أو التفوق أو كره النساء أو بسبب طبيعته العنيفة ضد النساء، وقد ينص إعلان الأمم المتحدة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة على أن «العنف ضد المرأة هو مظهر من مظاهر علاقات القوة غير المتكافئة تاريخيا بين الرجال والنساء» وقد يكون العنف ضد المرأة من الآليات الاجتماعية الحاسمة التي تضطر المرأة بموجبها إلى الخضوع بالمقارنة مع الرجل.
وقد يرتكب العنف مهاجمون من كلا الجنسين أو أعضاء في الأسرة أو العائلة أو حتى الدولة ذاتها، فلنعمل معا على القضاء على العنف ضد المرأة.