يعرف القلق المالي بكونه شعورا بالقلق أو الخوف بشأن الوضع المالي والوضع الاقتصادي بشكل عام، ويمكن أن يكون ناتجا عن مجموعة متنوعة من الأسباب المختلفة، وليس فقط نقص الأموال.
ففي بعض الأحيان ينتج عن أشكال أخرى من القلق، مثل اضطراب القلق العام، ويمكن أن يحدث أيضا بسبب الشعور بعدم الاستعداد، أو ربما عدم فهم الوضع المالي بالشكل المطلوب.
مؤشرات أو دلالات حديثة: صدرت دراسة علمية حديثة عن الجمعية الأميركية لعلم النفس، والتي ذكرت فيها أن حوالي 90% من الأشخاص يعانون من حالة نفسية تعرف بـ «القلق المالي»، وذلك بسبب التضخم المالي الذي تعاني منه معظم دول العالم في الفترة الحالية.
مصادر القلق! وبحسب تقرير البنك الدولي حول الموضوع، ذكر فيه أن نصف البالغين في الدول النامية قلقون جدا بشأن سداد تكاليف الرعاية الصحية والتعليم ومواضيع الإنفاق الأساسية والمعيشية لهم، في حال وقعت لهم أمراض «كجائحة كورونا»، أو حوادث أخرى.
سبل الوقاية والعلاج: من يعانون من اضطرابات القلق يمكن أن يقلقوا أيضا بشأن وضعهم المالي. في هذه الحالة، إذا لم يضعوا حدا لأفكارهم السلبية فسوف يعانون من اضطرابات القلق المتعلقة بالمال. وإذا كانوا يفكرون دائما في عواقب نقص المال ومدى سوء ذلك، فإنهم يخاطرون بأن يتطور ذلك القلق إلى مشكلة نفسية خطيرة ستؤثر عليهم طوال حياتهم لدرجة الحاجة إلى استشارة طبيب مختص.
ومن هنا تتمثل الخيارات العلاجية الرئيسية في مضادات القلق والعلاج السلوكي المعرفي. ويمكن استخدام العلاجين معا إذا رأى المتخصص ذلك ضروريا.
فيما يتعلق بالعلاج السلوكي المعرفي، فهو يشمل تمارين الاسترخاء، العلاج بالتعرض (تعريض الشخص للموقف الذي يسبب له القلق)، العلاج المعرفي.
علماء ومفكرون: تقول الخبيرة المالية كريستينا كلينوتيك مديرة العلامات التجارية والشراكات الإستراتيجية في منصة «لوريل رود»، إن العافية المالية لا تتعلق بالثروة، بل بكيفية تعاملك مع أموالك وكيفية استغلال هذه الأموال لتحقيق أهدافك في الحياة، فالوصول إلى فهم عميق لوضعك المالي وكيفية إدارة مواردك لتحقيق أهدافك بطريقة تقلل الضغوط هو أفضل سبيل لتحقيق الصحة المالية.
كما أشار ناثان أستل المعالج النفسي وعضو جمعية العلاج المالي الأميركية في تصريح له «عندما أكون متوترا بشأن الوضع المالي أو أشعر بالقلق من أن أخسر وظيفتي أو أغرق في الديون يسبب ذلك ضغوطا إضافية، وإذا كنت أعاني من مشاكل نفسية فستزيد وتيرة تلك المخاوف».
ويشير أستل إلى أهمية الصحة المالية في مثل هذه الظروف، أي الإنفاق المتوازن والتحكم في الميزانية، وتتكون الصحة المالية بحسب قوله الى المعرفة المالية وهي المعرفة الجيدة بوضعك المالي والائتماني، السلوك المالي ويشمل اتخاذ القرارات بشأن كيفية إنفاق المال وتوفيره، المشاعر الذاتية تجاه المال والتي تتضمن ما تشعر أو تفكر فيه بشأن إنفاق المال.
[email protected]
HamadMadouh@