بعد 24 عاما من المواجهة الأولى بينهما في كأس العالم لكرة القدم والتي وصفت بـ «أم المباريات»، تلتقي إيران والولايات المتحدة مجددا في مونديال قطر 2022 اليوم، في نزال مشحون سياسيا وحاسم لبلوغ الأدوار الإقصائية.
عقود من الخصومة المتبادلة بين العدوين الجيوسياسيين اللدودين هي الخلفية لما يبدو أنها ستكون مناسبة رياضية ساخنة على ستاد الثمامة في العاصمة القطرية (الدوحة).
في سياق البطولة رياضيا، تبدو الحسابات بسيطة، فوز أي من الفريقين يضمن له مكانا في الدور الثاني، بينما الهزيمة تعني الإقصاء، لكن المعنى الأبعد للتنافس في المجموعة الثانية يبدو أقل وضوحا.
وقد سعى مدرب المنتخب الأميركي غريغ بيرهالتر جاهدا إلى التأكيد على أنه لا أبعاد سياسية للمباراة المصيرية لبلاده، وقال: «لقد لعبت في 3 دول مختلفة، ودربت في السويد، والشيء الذي يميز كرة القدم هو أنك تقابل العديد من الأشخاص المختلفين من جميع أنحاء العالم، ويجمعك حب مشترك لهذه الرياضة»، مضيفا أتصور أن المنافسة ستكون شديدة بسبب حقيقة أن كلا المنتخبين يريد العبور إلى الدور الثاني، وليس بسبب السياسة أو بسبب العلاقات بين بلدينا، نحن لاعبو كرة قدم وسنتنافس وسيتنافسون بدورهم وهذا كل ما في الأمر.
لذا، ستكون المواجهة المنتظرة إعادة لمباراة كأس العالم 1998 بين الخصمين الجيوسياسيين. فخلال مشاركتها الثانية في كأس العالم، وجدت إيران نفسها في العام 1998 ضمن مجموعة عدوها اللدود، الولايات المتحدة.
وأقيمت تلك المباراة في مدينة ليون الفرنسية في 21 يونيو ومثلت فرصة للتهدئة. تسربت السياسة حينها لتنعكس خلافا حيال طقوس المباراة.
فرفضت إيران، التي اعتبرت المنتخب الضيف، الالتزام ببروتوكول «فيفا» الطبيعي المتمثل في التوجه إلى اللاعبين الأميركيين للمصافحة قبل انطلاق المباراة.
ونزع فتيل الأزمة المحتملة ببراعة من قبل الحكم السويسري أورس ماير، الذي اقترح أن يقف الفريقان لالتقاط صورة مشتركة.
وامتثل الإيرانيون بسعادة مقدمين باقات من الورود البيضاء إلى نظرائهم الأميركيين كرمز للسلام، ووقفوا كتفا إلى كتف. وفاز الإيرانيون بالمباراة حينها (2-1) مسجلين أول انتصاراتهم المونديالية.
بيرهالتر: علينا أن نكافح لأجل الفوز
شدد المدير الفني للمنتخب الأميركي لكرة القدم غريغ بيرهالتر على أهمية المواجهة المرتقبة والحاسمة مع المنتخب الإيراني اليوم، وقال: «المواجهة ستكون في غاية الصعوبة والقوة لأن كلا من الفريقين يرغبان في الفوز والعبور إلى الدور الثاني، وليس لأسباب سياسية، علينا أن نكافح لنتأهل، هذا كل شيء».
وذكر بيرهالتر أن المباراة بمنزلة مواجهة في الأدوار الإقصائية، إما الفوز أو الرحيل، مضيفا: لم ننه مهمتنا بعد، ونرغب في مواصلة مشوارنا، مع تقديم عروض جيدة يمكننا أن نلهم شعبنا، هذا يساعدنا، ولكن ما زال أمامنا الكثير لنقدمه وهو ما سنركز عليه الآن.
كيروش: نخوض مباراة كرة قدم فقط
أكد المدير الفني لمنتخب إيران البرتغالي كارلوس كيروش، أنه يفكر في مواجهة أميركا وإيران المرتقبة على أنها مباراة في كرة القدم فقط، دون النظر إلى أي أمر آخر.
وأضاف: «سنلعب اليوم أمام منتخب أميركي لديه لاعبين في أوروبا، ولا أريد أن أضع في الاعتبار أي مشكلة أخرى، لأنني سأكذب على كرة القدم إذا فكرت في أمر خارج كرة القدم».
وعن رده على تصريحات يورغن كلينسمان، قال كيروش: «ليس لدي أي تعليق حيال ما قاله».
وواصل: «لقد أخبرت اللاعبين بأن يلعبوا ويستمتعوا، أنا أتفهم الأسئلة السياسية وتوابعها ولكن أريد أن أقول لكم يجب أن نستمتع بالمباراة، نريد أن يستمتع الجميع بما في ذلك الإيرانيون والأميركيون، أتمنى أن يكون يوما كرويا غدا بعيدا عن أي أمور أخرى».